فككت أجهزة الأمن في جدة شبكة من سودانيين تخصصوا في تصدير السيارات المسروقة والمجهولة، بعد إجراء تعديلات جوهرية في المركبة وأرقامها، وبعد التلاعب في أوراقها الرسمية. وجاء سقوط العصابة إثر اشتباه من الدوريات الأمنية في سيارة مجهولة. طبقا للتفاصيل؛ فإن مقيما سودانيا في ال39 من العمر اتخذ من تصدير السيارات المجهولة والمسروقة مهنة للتكسب بمعاونة آخرين، وأعد في سبيل ذلك ورشة ميكانيكية جنوبي جدة، حيث يشهد الموقع عمليات تغيير جوهرية للمركبة قبل تصديرها. وذكرت معلومات مؤكدة استقتها الأجهزة الأمنية من مصادرها أن الجناة استأجروا سيارات صغيرة من مكاتب وشركات، مستخدمين في ذلك هويات صحيحة، كما اشتروا بصورة رسمية مركبات قديمة وتالفة من منطقة التشاليح واستخدام أجزائها لترقيع السيارة الجديدة المراد تهريبها إلى الخارج، ويتولى خبير من الجنسية ذاتها مسح أرقام الشاسيه باستخدام الحجر الجيري قبل إلصاق رقم شاسيه مغشوش محل الأول، ويتم إنجاز الأوراق كافة على أنها سيارة تالفة. تابعت إدارة دوريات الأمن معلومات وبلاغات عدة أشارت إلى تسجيل سرقات لسيارات خاصة لم يتم العثور عليها، ما استدعى الأمن تشديد إجراءاته ورفع وتيرة العمل بهدف البحث عن كيفية تنفيذ تلك السرقات، وطريقة اختفاء المركبات. وعمدت الأجهزة المختصة إلى تكثيف الدوريات في عدة مواقع مظلمة. وتم رصد بعض الممارسات المشبوهة لبعض العمال العرب، واتضح تورطهم في سرقة سيارات. تابع سير أعمال التحقيق والملاحقة، مدير شرطة جدة اللواء علي محمد الغامدي، فيما أشرف عليها وقادها مدير إدارة دوريات الأمن في جدة العقيد سعد أحمد الغامدي الذي شدد على فريق العمل بضرورة مراقبة عدد من الحظائر والورش الميكانيكية. وعمل الفريق على مراقبة جميع المشتبه بهم. وأظهرت أعمال التحري نتائج طيبة في كشف المواقع المشبوهة، ومنها حظيرة تجمع عددا من العمال درجوا على تفكيك السيارات وتغيير ملامحها قبل تصديرها. وفي ساعة الصفر دهمت السلطات الأمنية الموقع وقبضت على المتهمين الأربعة وعثرت في المكان على هياكل سيارات وأرقام منزوعة وأدوات وقواطع تستخدم في طمس الشاسيه وتعديل الملامح. وأبلغ الناطق الإعلامي في شرطة جدة العميد مسفر داخل الجعيد، أن ضبط الشبكة جاء على خلفية وصول بلاغات عن اختفاء سيارات، وتتبعت السلطات الحوادث قبل أن تلقي القبض على الجناة أمس.