بعد أن كتبت خلال الأسبوعين الماضيين عن أهمية سلس البول ومدى انتشاره وتأثيره على حياة السيدات في مجتمعنا، أكتب اليوم عن العلاج، وقد قصدت تأجيل الحديث عن ذلك لأن العلاج وإن كان قد تطور بشكل كبير في الفترة الأخيرة، فالمشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود وعي كاف بين السيدات حول سلس البول بصفة عامة ومعاناتهن بسببه في صمت. ويختلف علاج سلس البول بدرجة كبيرة بين حالة وأخرى، فبعض الحالات تحتاج لعمليات جراحية، وقد أصبحت هذه الجراحات متطورة جدا وتجرى عن طريق المهبل، بدون فتح البطن، ويمكن أن تتم تحت التخدير الموضعي وتعود المريضة إلى بيتها في نفس اليوم وتمارس حياتها بشكل طبيعي. هذا بالطبع بعكس العمليات القديمة التي كانت تجرى عن طريق شق في البطن بطول 10 سنتيمترات، وتحتاج لبقاء المريضة في المستشفى عدة أيام، كما أنها تكون معرضة لمشاكل التخدير والالتهابات والجلطات. ومن الضروري أن أؤكد هنا أن ما يعرف بعمليات «ترفيع المثانة» لا تفيد في علاج سلس البول خلاف ما يعتقد الكثيرين. قد تحتاج حالات أخرى لاستخدام أدوية لتقليل حساسية المثانة والتي تسبب زيادتها الشعور بالحاجة المتكررة للتبول وغالبا ما تكون كمية البول قليلة، وفي معظم الأوقات تشعر بالرغبة في الذهاب إلى دورة المياه بشكل مفاجئ، وقد يتسرب البول منها قبل وصولها إلى دورة المياه. وقد تحتاج بعض المصابات بهذه المشكلة للحقن بالبوتوكس وهو يعتبر من أحدث وسائل علاج مشاكل البول، ويتم الحقن في جدار المثانة عن طريق المنظار بدون فتح البطن تحت التخدير الموضعي وتخرج السيدة من المستشفى في نفس اليوم. الخلاصة هي، إن عدم التحكم في البول مشكلة منتشرة بين السيدات ولكنها غير طبيعية، وأن علاج سلس البول قد أصبح بسيطا ونسبة نجاحه مرتفعة جدا، لكن المهم أن لا تستسلم السيدة لهذه المشكلة ولا تسمح لمثانتها أن تتحكم بها وتنغص عليها حياتها، وأن تذهب لاستشارة الطبيب ليقيم حالتها ويصف لها العلاج المناسب حتى تعود لها ضحكتها. (*) استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة