الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد امام المتعلمين ما كانت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن وتفسيره وتجويده لتدخل عامها الثلاثين بهذه العالمية والتميز النوعي والكمي لولا توفيق الله عز وجل ثم حرص ولاة الامر وفقهم الله الذين اولوا هذه المسابقة المباركة جل اهتمامهم والدعم المادي السخي والمعنوي المستمر والحرص على تشجيع ابناء العالم الاسلامي والاقليات الاسلامية للمشاركة فيها، لاهتمام المملكة بكتاب الله الكريم فهو دستور هذه البلاد المباركة ومن اولوياتها نشر القرآن الكريم والعناية بحفظه وتفسيره وتجويده . تقام المسابقة كل عام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وتلك دلالة على مكانة هذه المناسبة وتشجيعه لابنائه المتسابقين من كل ارجاء العالم ليكونوا مبادرين الى تدارس القرآن الكريم واتقان حفظه وتجويده وتفسيره حتى ينالوا ارفع جوائز التكريم من جوار بيت الله الحرام وليكون هذا الغرس المبارك في قلوبهم منهاجا يسيرون عليه وسراجا يضيء لهم حياتهم وقدوة لغيرهم في سلوكهم السوي وفكرهم الوسطي وعفافهم عن كل ما ينافي مكارم الاخلاق وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " وعندما سئلت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت : " كان خلقه القرآن " فهو قرآن يمشي على الارض، كذلك فإن المسابقة من اعمال البر التي يصل اجرها بإذن الله تعالى للملك المؤسس عبدالعزيز " رحمه الله " من ابنائه البررة الذين اعتنوا بهذا العمل الصالح خلفا بعد سلف وجعلوها عامة لكل المسلمين ولم يقف الامر عند ذلك الحد بل اتفقوا عليها وحرصوا على متابعة اعدادها وتنظيمها رسميا بشكل يليق بخدمة كتاب الله الكريم فاختاروا مقرها في مكة الكرمة ووضعت لها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ومن قبلها وزارة الحج وهي الجهة المكلفة بتنظيم المسابقة من الشروط والضوابط ما يضمن اتاحة الفرصة لكل المتسابقين من المسلمين في ارجاء العالم حتى اصبحت المسابقة مقصدا وهدفا للملايين من المسلمين حتى اصبح عدد المشاركين بها ما يقارب 5000 مشارك منذ بداتيها قبل 30 عاما، كما ان تغطيتها اعلاميا عبر وسائل الاعلام بكل تخصصاتها مقروءة ومسموعة ومرئية وعبر موقع الوزارة على شبكة الانترنت يفتح المجال لمتابعة فعالياتها والتمتع بالاستماع الى تلاوات المتسابقين ممن حباهم الله بحفظ القرآن الكريم مقرونة باتقان الجويد وحسن الصوت وهذا هو التغني الحلال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " وقال عليه الصلاة والسلام " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ". هذا الاحتفاء الرسمي والشعبي بالمسابقة يبرز مكانة القرآن الكريم فهو اغلى ما يملكه المسلم وذلك ما يترسخ في نفوس الناشئة من خلال تربيتهم على كتاب الله الكريم والاهتمام به كما ان المسابقة عمل من اعمال جليلة لخدمة الاسلام والقرآن الكريم فالمملكة العربية السعودية ولله الحمد لها الريادة وقصب السبق في نشر القرآن الكريم وطباعته وتوزيعه في ارجاء المعمورة وابراز تعاليمه السمحة ودعوته للدين والحق بالتي هي احسن وحفظه لحقوق الانسان والحض عليها وتحريم التعدي على الأنفس والممتلكات والاعراض سواء للمسلمين او غيرهم، فلا اكراه في الدين ولا اعتداء ولا بغي ولا اكل لاموال الناس بالباطل لذلك كله حرصت المملكة على اظهار رحمة الاسلام من خلال العناية بالقرآن الكريم واظهاره على مستوى العالم باعتباره الاساس الذي تقوم عليه الحياة وتستمد منه الاحكام والاخلاق والآداب والعبادات وتستقي منه التربية وتنشئة الاجيال المسلمة على سماحته واعتداله . وبالله التوفيق ٭ رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة