في الوقت الذي تناقش جلسات منتدى جدة الاقتصادي، الذي انطلقت أعماله البارحة الأولى، عددا من القضايا الاقتصادية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، استغرب عدد من الطالبات والطلاب المبتعثين في الولاياتالمتحدة أن يتجاهل المنتدى إضافة جلسة أو أكثر لمناقشة سبل الاستفادة من ما يقارب 125 ألف طالبة وطالب مبتعثين خارج الوطن، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، في عدد من التخصصات العلمية والتقنية، في عدد من دول العالم المتقدمة، حيث يدرس في الجامعات الأمريكية فقط أكثر من 42 ألف طالبة وطالب. وناقشت إحدى جلسات المنتدى أمس رسم مستقبل المملكة، وذلك من خلال عدد من المواضيع، أولها: «استغلال طاقات الاقتصاد السعودي»، وذلك من خلال الجلسة الأولى وموضوعها «المواطنة الناجحة: بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة»، حيث ترتبط الصحة المستقبلية لأي اقتصاد بحجم وتطور الطبقة الاجتماعية الوسطى، لأنها تمثل عادة الشريحة الأكبر في المجتمع من الموظفين والمستهلكين على حد سواء. إلا أن تجاهل المنتدى لهذه الشريحة من أبناء الوطن ومدى تأثيرهم عند عودتهم إلى أرض الوطن في التنمية والنهوض بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة علميا وثقافيا من خلال إعطائهم الفرصة في الحصول على فرص عمل مناسبة لهم ولشهاداتهم العلمية، جعل الكثير من الطلاب يستغربون من عدم تطرق القائمين على المنتدى إلى كيفية الاستفادة الحقيقية من قدرات العائدين من الخارج بعد حصولهم على أعلى الشهادات العلمية. واعتبر الطالب المبتعث محمد الحلوة أن الكثير من المبتعثين لديهم انطباع عن عدم تفاعل القطاع الخاص بالشكل المناسب معهم، ومع الاستفادة منهم مستقبلا عند العودة إلى الوطن بعد الانتهاء من الدراسة، مشيرا إلى أن على القائمين على المنتديات الاقتصادية، سواء في جدة أو الرياض، الانتباه إلى هذه الشريحة، ومنحها الفرصة من خلال مناقشة كيفية الاستفادة منها، نظرا لأن عدد المبتعثين خارج الوطن ضخم جدا. من جانبه، قال الطالب المبتعث ماجد الخطيب: نحن نحتاج من المؤسسات والهيئات المعنية بتنظيم مثل هذه المنتديات في جدة أو في الرياض أو المؤتمرات الأخرى التي تنظم داخل المملكة أن تركز مستقبلا على شريحة المبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين، لأنه من الضرورة إشراكهم أيضا في هذه المنتديات بشكل أو آخر، من أجل مناقشة كل الطرق التي تساعد على تواصلهم مباشرة مع شركات القطاع الخاص للاستفادة من جميع المبتعثين، وبالتالي، حصول المبتعثين على فرص وظيفية مناسبة تساهم في نجاح الخطة التي قام عليها برنامج الابتعاث الخارجي. من جانبه، أكد المبتعث سعد الأحمري على ضرورة التركيز على المبتعثين خلال المرحلة المقبلة في رسم مستقبل المملكة الاقتصادي، وعلى إيجاد الطرق المناسبة للاستفادة من جميع المبتعثين وحصولهم على فرص وظيفية مناسبة، مشيرا إلى أن هناك عددا من المبتعثين متخوفين من تجاهل القطاع الخاص والجهات المسؤولة عن تنظيم المنتديات لهم، وعدم جعلهم الخيار المهم في النهوض بهذا القطاع.