لم يستسلم لإعاقة جسدية تعرض لها منذ صغره، تحداها دون أن تمنعه من تحقيق حلمه في المشوار العلمي، ابتعث للخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ليواصل دراسته هناك بقدم واحدة ويد واحدة، وفي ذات الوقت يمتلك معهدا لتطوير الذات في المملكة. إنه المبتعث عبدالعزيز الحمدان رئيس البيت السعودي في مدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.. شاب طموح لديه العديد من المبادرات، موهوب، بصدد إطلاق قناة مريئة على موقع يوتيوب يعمل من خلالها على تنظيم دورات في إدارة الوقت قريبا، أعد أكبر عريضة حب ووفاء في العالم لملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال ل «عكاظ»: قبل انضمامي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، كنت أحلم بتحقيق هذه الأمنية، وتخيلت ذات يوم أنني في مدينة أمريكية لاستفيد من العلم هناك إضافة لاكتساب أية مهارات تدريبية، وبعد تحقيق أمنية الابتعاث الخارجي عاهدت الله أن أكون سفيرا لوطني في الخارج، وأمثله خير تمثيل، خصوصا بعدما تلقيت ردة فعل من أمي، ولا زالت العبارة التي أطلقتها ممزوجة بالدموع (اذهب لعل الله ينفع بك المسلمين) من هذه اللحظة قدمت على البرنامج ولم يلبث سوى ثلاث أشهر فقط من آخر دمعة لأمي حتى حصلت على الموافقة على الابتعاث. وعن نظرة المجتمع في أمريكا للمعوقين قال «وجدت كل ما احتاجه في الولاياتالمتحدةالأمريكية من رعاية واحترام وتقدير، وفي وطني كانت نظرة الشفقة تسيطر على أغلب مشاعر من أتعامل معه، وهذا شيء طبيعي في شعبنا السعودي العطوف والحنون، وهناك في أمريكا يحترمونني لعقليتي وأدبي وأخلاقياتي وسلوكياتي المتزنة». وحول كيفية تأقلمه مع طبيعة الحياة في أمريكا، أوضح أنه لم يتغير كثيرا في المجتمع الأمريكي، مشيرا إلى أن ما يحتاجه وأخواته وإخوانه المبتعثون هو التعرف على طبيعة تعامل الأمريكان معهم، بغض النظر عما إذا كانت تناسبهم أم لا، مضيفا نسعى للتكيف مع هذا المجتمع بطريقة معقولة دون أن تلغي شخصياتنا ومبادئنا. وردا على سؤال عن تخصصه في مرحلة البكالوريوس والماجستير قال، «خطة البرنامج أن أبدأ بدراسة اللغة الإنجليزية للسنة الأولى، وبعدها أتخصص في قسم الحاسب الآلي في مرحلة البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال الدولية، وأتطلع لتحقيق التفوق، واضعا في اعتباري دمعة أمي دون أن أجعلها تذهب هباء». وعن كيفية تحديه للإعاقة قال «أنا أؤمن بالله وهو القائل (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وفي آية أخرى (وما الله بظلام للعبيد)، فمن هنا ومن إيماني بأن الله بحثت عما في داخلي من إرادة وعزيمة وبدأت بنفسي كما دلنا على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فقررت أن أبدأ بنفسي وأقول لها (من رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط).. من هنا انطلقت بكل تفاؤل وطموح لتنفيذ التحدي، انتقلت للعيش في الرياض بعيدا عن أسرتي وأهلي؛ لأتفرغ للعمل والتعليم الذاتي الذي جعلني مبرمجا بدون شهادة علمية، ومدربا في تنمية الذات وإدارة الوقت، كما حصلت على البرمجة اللغوية العصبية معتمدة من البورد الأمريكي، وساهمت في برنامج شباب الأعمال الصغيرة في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، وأصبحت أعد دراسات جدوى وخطط استراتيجية للمؤسسات والشركات الصغيرة، وتبنيت فكرة إطلاق موقع إلكتروني للمعوقين يستطيعون من خلاله ممارسة التجارة والبيع والشراء، وذلك من خلال دمج التكنولوجيا بالبزنس». وأضاف الإعاقة لم تمنعني من إعداد أكبر عريضة حب ووفاء في العالم لملك الإنسانية والسلام الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ستكتمل في هذا العام، وستضاف لجنيس للأرقام القياسية، وقصدت منها التعبير عما أحسسته من مشاعر أخواتي وإخواني المبتعثين، عقب نجاح العملية الجراحية لخادم الحرمين الشريفين. وفي رده على سؤال عن البرامج التي يرغب دراستها في أمريكا ليستفيد منها المجتمع أجاب:- «إنني حاليا بصدد إطلاق قناة مرئية على موقع اليوتيوب، ومن خلاله أنفذ دورات في إدارة الوقت وكيفية تحويل المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية مليئة بالتفاؤل والعزيمة والإرادة، وآمل أن تتاح لي الفرصة لتنظيم لقاءات مع الطلبة السعوديين في جميع الجامعات الأمريكية، وذلك في الأندية السعودية لاستعراض تجربتي أمامهم خصوصا أنني أملك معهدا لتطوير الذات في المملكة». وزاد، إنني حاليا أدير البيت السعودي في مدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا، بعد أن رشحت نفسي لهذا المنصب التطوعي، لأحمل على عاتقي مسؤولية توجيه وإرشاد كل الطلبة السعوديين الراغبين في الدراسة في هذه المدينة، وتوفير كل المعلومات والبيانات التي يحتاجونها قبل سفرهم من المملكة، وتنظيم الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية وغير ذلك من اللقاءات الطلابية لتبادل الخبرات والآراء والإحساس بالجو الأسري.