أوضح أمين المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي، أن الأمر الملكي بتأسيس مجمع فقهي سعودي جاء في وقته، وخطوة مهمة للتعجيل في إصدار القرارات الفقهية المناسبة حيال النوازل الفقهية، خاصة في ظل ارتفاع أعداد السكان، والمتغيرات الجديدة التي طرأت على واقعنا اليوم في كثير من المجالات، إضافة إلى تشابك المصالح الدولية مع المصالح الوطنية، مما أفرز نوازل فقهية تحتاج إلى آراء فقهية معمقة تتشارك فيها آراء أهل الفقه والعلم لتحديد القرار المناسب. وقال المرزوقي: إن إنشاء المجمع الفقهي السعودي دعم قوي للعمل الفقهي ليس في المملكة بل في العالم الإسلامي، حيث إنه سيكون رافدا جديدا ووثبة قوية تجاه مواجهة النوازل الفقهية التي تحتاج إلى شراكة بين العلماء الذين سيراعى فيهم التمكن العلمي عامة والفقهي خاصة، وحجم البحوث التي قدمها ومشاركته وتفاعله مع القضايا والنوازل الفقهية وسعة إطلاعه وحسن السمة والسمعة الطيبة ومعايشته للواقع واجتهاداته الفقهية، إضافة إلى أن يكون من أهل التقوى والورع وتواصله مع المستجدات العصرية. وأوضح أن القرار يجيء في وقت تعتبر الفتوى ضرورة ملحة وهي بالغة النفع، ومن يتقلدها يؤدي خدمة جليلة، ويؤجر أجرا عظيما، إلا أنه في بعض الأحيان يتصدى لها من ليس أهلا لها، أو ممن يتأثرون بضغوط اجتماعية أو سياسية أو غيرها، فتنحرف بعض فتاواهم عن المسار الصحيح، ولا سيما مع انتشار وسائل الإعلام التي أعطت الفرصة للمؤهلين وغير المؤهلين. وبين أن القرار سيكون خير معين لهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، مشيرا إلى أن الغالب في الأمر الملكي أن المجمع سيغلب عليه الطابع الوطني في حل المشكلات الفقهية ذات العلاقة بالشأن الداخلي.