خيم الهدوء المشوب بالحذر على مدينة جدة أمس، حتى مثول هذه الطبعة من الصحيفة للطباعة عند الساعة السابعة مساء، بسبب نذر أمطار وعوالق ترابية حدت من مدى الرؤية. وأطلقت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تحذيرات بهطول أمطار على جدة اليوم وغدا، وبكمية بين 20 30 ملم. وصرفت مدارس التعليم العام الطالبات والطلاب وأبلغتهم بتعليق الدراسة اليوم. ووجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، القطاعات كافة، بسرعة اتخاذ التدابير التي نص عليها عمل غرفة العمليات المشترك، استعدادا لمواجهة أي طارئ. واستعدت غرفة العمليات المشتركة التي تضم أعضاء الجهات المشتركة في الخدمات العامة من الدفاع المدني، الشرطة، المرور، الكهرباء، المياه الوطنية، أمانة جدة، الهلال الأحمر، حرس الحدود، الحرس الوطني، القوات المسلحة، ووزارة الصحة. وقالت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إن بلاغا صدر منها قبل ثلاثة أيام يشير إلى هطول أمطار على مناطق من بينها محافظة جدة، أعقبه بلاغ آخر أمس الأول يحذر من أجواء أمس. وأكدت إدارة التربية والتعليم على لسان مدير الإعلام التربوي رجاء الله السلمي، أن إدارة التعليم اتخذت قرار تعليق الدراسة اليوم، في ضوء ورود تقارير واضحة من الدفاع المدني تؤكد على ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة، كاشفا عن أن إدارة التعليم تلقت بلاغا شفهيا عبر اتصال هاتفي عند التاسعة من صباح أمس، أعقبه عند ال11:30 بلاغ خطي يشير إلى ضرورة صرف الطالبات والطلاب من المدارس، نظرا لتوقعات بهطول أمطار في فترة الظهيرة، فتم اتخاذ اللازم كإجراء احترازي تمثل في التواصل مع المدارس والاتصال بأولياء الأمور. وقال مدير عام التربية والتعليم عبد الله الثقفي، إن التقارير التي وصلت أمس من إدارة عمليات الدفاع المدني أفادت بضرورة أخذ الحيطة والحذر «لذلك سارعنا بإخلاء المدارس، مع توجيه مديرات ومديري المدارس والكوادر التعليمية، بضرورة البقاء حتى اكتمال صرف الجميع». من جهتها، استعانت إدارة الدفاع المدني في جدة بالأجهزة الأمنية، لمواجهة أية تبعات محتملة قد تنجم عن الأمطار المتوقع هطولها اليوم. وأكد ل«عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله جداوي، مخاطبة القوات المسلحة، الحرس الوطني، وحرس الحدود بهدف تأمين بعض الآليات الكبيرة والزوارق، والدعم بالأفراد عند الحاجة، مشيرا إلى أن الدفاع المدني طلب ناقلات أفراد من قطاعي القوات المسلحة والحرس الوطني بهدف استخدامها في الدخول إلى الأماكن المتوقع ارتفاع منسوب المياه فيها لمباشرة عمليات الإنقاذ والإخلاء، فيما تم طلب دعم حرس الحدود بزوارق للولوج إلى الأحياء التي قد تشهد احتجازات. وأكد الجداوي أن الدفاع المدني تلقى تحذيرا من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ينبه إلى احتمالية هطول أمطار على المحافظة البارحة، ومررت المعلومات إلى الجهات المعنية التي وافقت على المقترحات المرفقة، منها ضرورة تعليق الدراسة اليوم، لافتا إلى أن جميع الجهات اتفقت على ضرورة عدم إشاعة الخوف لدى الطالبات والطلاب، والتركيز على حضورهم لليوم الدراسي على نحو عادي، ومن ثم التنبيه عليهم بتعليق الدراسة. وأفاد مدير عام الدفاع المدني في محافظة جدة، عن دعم مراكز الإسناد في المطار القديم، وحي المروة، وإيفاد عشرات الآليات، المركبات، والأفراد، واستدعاء جميع الضباط للتعامل مع التحذير، مع توجيه التعليمات إلى كافة المراكز والفرق الميدانية، إلى جانب تلقي دعم كبير من المديرية العامة في منطقة مكةالمكرمة بالأفراد والضباط. وألمح جداوي إلى أن ادارته اكتسبت خبرات كبيرة عبر تعاملها في فترات ماضية مع الأمطار التي هطلت على المحافظة. وحول توجيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، حيال توفير وسائل اتصال بديلة حديثة ومتقدمة يمكن التواصل من خلالها أثناء انقطاع شبكات الاتصال وقت وقوع الكارثة، قال إن إدارة العمل تتم ميدانيا من خلال شبكة اللاسلكي الخاصة بالدفاع المدني وشبكة البرافو والجوال، وهي ثلاث مجالات متحركة، فيما تم رفع عدد الخطوط لهاتفية في غرفة العمليات. ولم تتأثر حركة الطيران أمس بالأجواء التي غلفت جدة. وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني أن الرياح المثيرة للأتربة والغبار لم تؤثر على الحركة الجوية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي. وبين المتحدث الرسمي باسم الهيئة خالد الخيبري أن عمليات الإقلاع والهبوط كانت في وضعها الطبيعي، وكذلك أجهزة الهبوط الآلي على جميع المدارج، منذ اللحظة الأولى لهبوب الرياح النشطة التي بدأت منذ الصباح الباكر، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تتخذ عادة عند سوء الأحوال الجوية لإيقاف أو تعليق الرحلات تعتمد على معايير تتعلق بسرعة الرياح ومستوى الرؤية الأفقية التي شهدت انخفاضا بسيطا منذ الصباح، تبين أنها في الحدود المسموح بها. وأكد أن أجهزة التشغيل في مرافق المطارات وكذلك أجهزة الملاحة الجوية مهيأة مسبقا عبر استخدام أجهزة المراقبة الجوية والرادارات المتقدمة، حيث يتم يوميا تلقي النشرات الجوية من الجهات المختصة ويتم بثها عبر النظام الآلي، وتكون متاحة للمراقبين الجويين والطيارين.