نامت جدة، أمس، على وقع قلق من تكرار أربعاء كارثي جديد، بعد أن علقت الدراسة وسادت عاصفة ترابية، مضافة لتوقعات من جانب الأرصاد بسقوط الأمطار. وأبلغ عدد من سكان جدة عن طريق رسائل هاتفية أن هنالك احتمالية لسقوط أمطار، اليوم «الأربعاء» فيما أعلنت إدارة التربية والتعليم بجدة تعليق الدراسة في كل مدارسها للبنين والبنات في مختلف المراحل الدراسية بعد تلقيها تقارير من الجهات المسؤولية تفيد بتوقعات بهطول أمطار وتقلبات جوية في الساعات المقبلة. وقال المدير العام للتربية والتعليم عبدالله بن أحمد الثقفي إن التقارير التي وصلت، صباح أمس، من إدارة عمليات الدفاع المدني أفادت بضرورة أخذ الحيطة والحذر من هطول أمطار على محافظة جدة. وأضاف «لذلك سارعنا باتخاذ إجراءات احترازية تمثلت في إخلاء المدارس وصرف الطلاب والطالبات». كما تم توجيه كل مديري ومديرات المدارس والمعلمين بضرورة البقاء حتى اكتمال صرف الطلاب والطالبات بعد أن تم إبلاغ كل أولياء الأمور بالتواجد لاصطحاب أبنائهم وبناتهم» وتابع «هذا الإجراء كان إجراء احترازيا للحفاظ على سلامة الجميع». وأضاف الثقفي «تم اتخاذ قرار يقضي بتعليق الدراسة ليوم الأربعاء في كل المراحل الدراسية، بالإضافة للمعلمين والمعلمات، موجها شكره العميق لأولياء أمور الطلاب لتجاوبهم وتفهمهم لطبيعة الأمور». من جانب آخر، قال مساعد مدير التربية والتعليم للشؤون التعليمية أحمد الزهراني إن عملية الإخلاء تمت بشكل انسيابي، وتم التأكد من مغادرة كل الطلاب والطالبات في وقت مناسب جدا موجها شكره لمديري ومديرات المدارس لتجاوبهم وتفاعلهم السريع. من جهة ثانية، أكد مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي أن إدارته خاطبت الجيش والحرس الوطني وحرس الحدود بهدف تأمين بعض الآليات الكبيرة والزوارق والأفراد في حالة وجود أي شيء. وقال الجداوي تلقينا تحذيرا من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تنبيها باحتمالية هطول أمطار على المحافظة، مساء أمس، وتزايدها، صباح الأربعاء، وقد جرى تمرير تلك المعلومات إلى الجهات المعنية التي وافقت على كل المقترحات المرفقة ومنها ضرورة تعليق الدراسة ليوم الأربعاء. في غضون ذلك، أشار مدير مرور جدة العميد محمد القحطاني إلى أنه تم استنفار كل طاقات المرور، مؤكدا الاستعانة بالقوات المساندة من المرور التي دعمت بآليات السحب والأفراد والمركبات المرتفعة التي تم الاستعانة بها فعليا. وقال سيتم التركيز على عدة محاور رئيسية قد تشهد ازدحاما في حال هطول أمطار غزيرة كما تم التمركز بجوار بعض الأحياء التي قد تشهد ارتفاعا في منسوب المياه في حال اشتداد الأمطار مؤكدا أن التنبيه الحالي يؤكد أن مستوى الأمطار سيتراوح ما بين 20 30 ملم وهي أمطار متوسطة إلى غزيرة. وفي نفس السياق أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أن الأحوال الجوية التي شهدتها محافظة جدة، أمس، كانت عبارة عن رياح مثيرة للأتربة والغبار لم تؤثر على الحركة الجوية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي. وبين المتحدث الرسمي باسم الهيئة خالد بن عبدالله الخيبري أن عمليات الإقلاع والهبوط في مطار الملك عبدالعزيز كانت في وضعها الطبيعي وكذلك أجهزة الهبوط الآلي على جميع المدارج منذ اللحظة الأولى لهبوب الرياح النشطة التي بدأت منذ الصباح الباكر، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تتخذ عادة عند سوء الأحوال الجوية لإيقاف أو تعليق الرحلات تعتمد على معايير تتعلق بسرعة الرياح ومستوى الرؤية الأفقية التي شهدت انخفاضا بسيطا، منذ صباح أمس، وتبين أنها في الحدود المسموح بها للقيام بعمليات الهبوط والإقلاع. وأدت العاصفة الترابية إلى توقف الحركة الملاحية البحرية، منذ ظهر أمس، وسط تحذيرات حكومية تفيد بسوء الأحوال الجوية وتدني في مستوى الرؤية الأفقية، فيما لم تتأثر حركة الطيران في مطار جدة. وكانت هيئة الأرصاد وحماية البيئة قد أشارت إلى تكون سحب رعدية إلى الجنوب من محافظة جدة وتشمل مدينة جدة ابتداء من اليوم «الأربعاء» متوقعة هطول أمطار منها ما بين 20 إلى 30 ملم وتكون احتماليتها عالية على جنوبالمدينة. وأكدت الهيئة أن المناطق الساحلية لوسط وجنوب البحر الأحمر ستتأثر بالرياح الجنوبية النشطة «الأزيب» التي تؤدي إلى تعرض تلك المناطق للعوالق الترابية بما يحد من مدى الرؤية الأفقية إلى كيلومتر واحد مع ارتفاع في درجات الحرارة .