في المؤتمر الصحافي للأمير سعود الفيصل، أجاب على سؤال حول تعيين وإقالة بعض السفراء، بأنه سر من أسرار وزارة الخارجية، وقد يكون بحصافته السياسية محقا في ذلك على قاعدة أن المؤتمر الصحافي ليس مكانا لتقييم أداء السفراء المقالين أو المعينين، ولكن السفراء في نهاية المطاف هم بشر يخطئون ويصيبون، كما أنهم موظفون، بعضهم يتفانى والبعض الآخر يتهاون، فالسفير أو الوزير هو في الأساس موظف على درجة وزير أو سفير، مهمته الأساس خدمة المواطن السعودي، والرأي العام السعودي لا توجد به أسرار، يدرك السفير المحترف، والسفير النشط، والسفير الخامل الذي يعتقد أنه في رحلة استجمام مفتوحة. لذلك تبرز هنا؛ أهمية تقييم أداء السفراء السعوديين في الخارج، ليس من منظور المنجز السياسي فقط، بل وفق معايير اقتصادية وإدارية وشعبية، وأقصد هنا مستوى الإنجاز المتعلق برعاية المواطنين السعوديين في الخارج، خاصة في مجالات تمس حياة المواطنين، في الحقل التعليمي والصحي، والجنائي، والحقوقي، في الدول الخارجية، خاصة مع ما تنشره وسائل الإعلام، عن معاناة بعض المواطنين في الخارج. فالسفير يعد ممثلا لمقام خادم الحرمين الشريفين، والقيام بأعمال السفارة تكليف في الأصل وليس تشريفا فقط، فبعض السفراء تشبعوا في مجال الخدمة العامة، والتعامل مع الجمهور واستيعابه، ومن الظلم مطالبتهم بمزيد من العطاء والجهد، خاصة في سفارات حيوية، تتقاطع مع مصالح استراتيجية وشعبية للوطن وأهله، وتحتاج إلى قدرات وطاقات لمواجهة كافة المتطلبات الوطنية، إن على المستوى الرسمي أو الشعبي. وبالرغم من مبادرة وزارة الخارجية في جمع سفراء المملكة في الخارج، إلا أن أداء بعض السفراء والقناصل دون المستوى المنشود، خاصة في مجال التواصل والتفاعل مع المواطنين في الخارج، يتضح ذلك مما تنشره وسائل الإعلام الإلكترونية، وتصريحات بعض المواطنين حيال تجاربهم مع بعض السفارات، التي يعتقد بعض القائمين عليها أنهم بعيدون عن التقييم والمساءلة. وبالرغم أيضا من أهمية دور هيئة الرقابة والتحقيق في جولاتها على الممثليات التابعة للوزارة في الخارج، إلا أن أغلب ملاحظات الهيئة تتمحور حول قضايا شكلية، ففي آخر تقرير رفعته هيئة الرقابة عن السفارات السعودية في مصر والأردن وإندونيسيا وغيرها، نجد أن أغلب الملاحظات تمحورت حول بيانات الحضور والغياب وغيرها، وهذه ليست معايير كافية للتقييم، ما يجعلني أطالب وزارة الخارجية بإيجاد جهاز رقابي صارم، لمتابعة السفارات والممثليات، وتقييمها بمنظور شامل وحديث، يستجيب للمتغيرات الحادثة، ووفق معايير إدارية وإعلامية، وسياسية واقتصادية، وكذلك استحداث مقاييس لرصد اتجاهات الرأي العام السعودي حيال أداء السفارات، من قبل المواطنين، فمعايير تقييم أداء المؤسسات في الدول المتقدمة، تعتمد على درجة رضا الجمهور عن خدمات المؤسسة والهيئات الخدمية، فالمواطن يفترض أن يشارك في تقييم أداء السفارات التي تتولى رعاية شؤونه في الخارج، بشفافية عالية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة