انتهى ديربي العاصمة في بطولة كأس ولي العهد نهاية منطقية، حضر الهلال بخبرته الطويلة وتجلي نجومه، وحنكة مدربه الذي أدار المباراة كما يجب، عندما وجد منازله حضر للقاء وكأنه يؤدي واجبا مفروضا، وبالذات مراكز القوة في الفريق التي كان ينتظر منها الحضور الإيجابي الكبير في اللقاء الكبير. من تابع فريق النصر في اللقاء، يجد أنه دفع ثمن خياراته الفنية غير الموفقة سواء ما كان منها محليا أو أجنبيا، فمن دفع فيهم النصر الملايين كانت ملايينهم ساكنة في أرصدتهم، ولم يكن لها تأثير على الحراك الفني للفريق، ولولا إبداع الأسماء التي جاءت للنصر بالملاليم لمني النصر بهزيمة تاريخية. في الجانب النخبوي ماديا، جاء أداء سعد الحارثي، القحطاني، السهلاوي، يتري، ماكين، الدوخي، عبدالغني، والمطوع، باهتا ومحبطا للمجموعة التي كانت لديها الرغبة والأداء والبذل والعطاء، فعمر هوساوي كان لوحده يجابه الهجمات الزرقاء، وفي محوري الدفاع تماسك إبراهيم غالب وأحمد عباس ولكن الكثرة هزمت شجاعتهما، وفي خط المقدمة سبب سعود حمود بالرغم من حداثة تجربته إزعاجا كبيرا للدفاع الهلالي، حتى استنزفت قواه على مشهد متثائب من متورمي الرصيد ممن يسمون باللاعبين الكبار، ولولا تألق حارس النصر الشاب عبدالله العنزي لسارت بأخبار هزيمة النصر الركبان. مشكلة النصر الحقيقية أن نجومه الحقيقيين ما زالوا صغارا في السن، وبدلا من أن يسندهم أصحاب التجارب والملايين أصبحوا وبالا عليهم، فالفراغات تحدث في أماكن تواجدهم، والكرة تموت بين أقدامهم، الطموح يصاب بالغيبوبة من برودهم، وللاقتراب من الصورة لرؤية تفاصيلها، قارنوا بين أداء وحماس واندفاع ولهامسون ورادوي والفريدي والشلهوب وعزيز، وبين خمول وبرود الحارثي والقحطاني والسهلاوي وفيغاروا وبيتري وماكين. لم يعد من المنطق الرهان على الأسماء التي دفع النصر للتعاقد معها ملايين الريالات، فهذه الأسماء أصبحت لا تفكر إلا في ملايينها، وتوقف لديها الطموح إن لم يكن قد توفي، لذا على إدارة النصر أن تبدأ خطة التصعيد المدروس لبعض لاعبي الفريق الأولمبي، مع عدم التجديد لأي لاعب من أصحاب الملايين الذين تنتهي عقودهم، مع التحرك من الآن لجمع معلومات عن لاعبين أجانب للموسم المقبل، والذي سيكون نسخة عن تأرجح الأداء في هذا الموسم، إن لم يتم التخلص من أصحاب الملايين الساكنة في أصدتهم، الساكتة عن الحراك الفني في الميدان. تكرار حالات الحضور الباهت لأصحاب الملايين لم يعد أمرا يمكن التستر عليه، بعد أن أصبح حقيقة تجب مواجهتها، حتى وإن رمى المدافعون عن أصحاب الملايين هذا المقالة بأنها كتبت تحت ضغط الحالة، حتى وأنا أكتب بعد خمسة أيام من نهاية اللقاء.