الإنسان محب لمصدر سعادته لا ريب في ذلك، والذي لا شك فيه أن ليس ثمة سعادة أعظم ولا أعمق من سعادة الحب في الله، ولله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أرسله الحق سبحانه وتعالى رحمة للعالمين وجعل محبته من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال في محكم كتابه (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) آل عمران: 31. كما جعل سبحانه وتعالى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعته عز وجل، فقال: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء: 80. ولهذا فقد كانت محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوسنا نفسا يسري في أرواحنا كسريان الكهرباء في أسلاكها، بل وأفضل. فلئن كانت الكهرباء التي تسري في الأسلاك لتصل إلى اللمبة، أو حتى «النجفة» ستضيء العتمة أو تبث الوهج فيما حولها، فإن النور الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ويكتسب المحب له بحسن الاتباع والتأسي لهو ضياء يهدي لخيري الدنيا والآخرة. .. وفي كتاب من تأليف أخي الدكتور جميل أحمد ظفر عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى سابقا بعنوان: خلق النبي العظيم صلى الله عليه وسلم لمحات مضيئة من الأخلاق التي اتصف بها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي التقديم الذي كتبه فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء عضو هيئة كبار العلماء قال فضيلته: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فإن الأخلاق مبادئ تتداولها المجتمعات، ويتواصى بها الأفراد، فترقي بالسلوك والمسلك ولقد تواردت موجبات الشرع على أن التحلي بمحاسن الأدب، ومكارم الأخلاق، والهدي الحسن، والسمت الصالح: سمة أهل الإسلام، ومن حسن إسلامه تجلى فيه التحلي بآدابه، والتخلي عن آفاته، ولهذا عناها العلماء بالبحث والتدوين، وأفردوها بالتأليف، إما على وجه العموم لكافة العلوم كأدب الدنيا والدين للماوردي، أو على وجه الخصوص، كآداب حملة القرآن الكريم، وآداب المحدث، وآداب المفتي، وآداب القاضي، وآداب المحتسب. وما دونه أخونا الفاضل سعادة الدكتور جميل بن أحمد ظفر – وفقه الله – في سِفره (خلق النبي العظيم) يعد مشاركة في بيان سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد جمع ودون وبين الآداب المرعية، والمسالك الشرعية. فإن العناية بفصول السيرة النبوية وخصائص خاتم النبيين وصفاته من أعظم القربات، وهي من شواهد محبته، وسبيل إلى اتباعه، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين». أسأل الله أن يجزي مؤلفه خير الجزاء، وأن يبارك في عمله وجهوده، وأن ينفع به الإسلام وأهله، كما أسأله جل شأنه أن يعلي كلمة الحق، وأن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا لقبول الحق والرحمة بالخلق. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة «الفتح»: (محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم). وحديث: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت». شعر نابض: من شعر أحمد شوقي قوله: يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة