تسلمت بحمد الله مؤخرًا هدية قيمة من رجل مفضال نذر نفسه للتأليف والكتابة والدروس العلمية النافعة، والهدية هي كتاب بعنوان: (خلق النبي العظيم صلى الله عليه وسلم) من تأليف الدكتور جميل بن أحمد ظفر جزاه الله خيرًا ووفقه للمزيد من الجديد المفيد. قدم للكتاب أخ كريم وزميل عزيز وعالم زاهد إن شاء الله تعالى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء. يقول فضيلته “وما دونه أخونا الفاضل سعادة الدكتور جميل بن أحمد ظفر - وفقه الله- في سفره (خلق النبي العظيم) يعد مشاركة في بيان سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد جمع ودون وبين الآداب المرعية، والمسالك الشرعية. فإن العناية بفصول السيرة النبوية وخصائص خاتم النبيين وصفاته من أعظم القربات، وهي من شواهد محبته، وسبيل إلى اتباعه، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)”. إن المؤلف جزاه الله خيرًا من أولئك الرجال الذين كافحوا وصبروا ونالوا ووصلوا، وهو من المنسيين في هذه البلاد الطيبة وهم كثر ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولد بمكة المكرمة 1354ه وترعرع فيها ودرس في مدارسها حتى أصبح معلمًا ثم مديرًا ثم إداريًا بإدارة التعليم بمكة المكرمة ومن ثم انتقل إلى التعليم العالي بجامعة أم القرى وأصبح عضو هيئة تدريس بها لسنوات عدة، تخرج على يده كثير من الطلاب الذين يدعون له بالدعوة الصالحة، وكانت له إسهامات فعالة وما زالت وذلك في إذاعة القرآن الكريم وإذاعة الرياض وإذاعة جدة وذلك لتعمقه باللغة العربية الجميلة. يقول المؤلف وفقه الله: “لقد كان صلى الله عليه وسلم فريدًا في أخلاقه وآدابه بين الناس، بل وحيدًا في صفاته ومناقبه بين الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، هو الخلق الكامل والأدب الكامل والإنسانية الكاملة، عنده اجتمعت المحامد، ولديه التقت الفضائل، ففي أي جانب من جوانب حياته، وفي أي مجال من مجالات سيرته تجده شامخًا وعظيمًا، وفي أي قول أو عمل أو سلوك أو موقف تجده كبيرًا رائعًا فهو القدوة الصالحة والأسوة الحسنة للناس جميعًا: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) الأحزاب:21، إن حسن الخلق والأدب كان سمته، وسمته تتطلب الاقتداء به واتباع سنته والتخلق بأخلاق الشرع الحنيف، والتأدب بالآداب الربانية التي أدب الله تعالى بها نبيه الكريم وأضفى عليه هالة وبريقًا وضياء ونورًا من سموها ورفعتها وجلالها وروعتها. كما حدث صلوات الله وسلامه عليه عن ذلك التأديب الإلهي بقوله (أدبني ربي فأحسن تأديبي)، هذا الأدب العظيم والسلوك المهذب الرقيق استلهمه وتجلى فيه مما يوحى إليه ويتنزل عليه ربه جل وعلا طوال سنوات بعثته من القرآن الكريم الذي جمع الفضائل والمكارم والمحامد كلها وأحاط بما فيه سعادة البشرية في دينها ودنياها في العاجلة والآجلة.” أقول: إن المكتبة الإسلامية مليئة بالكتب التراثية النافعة، في كل فن، وهذه الدعوة للمتخصصين أن يعرفوا القراء على الكتب القيمة المفيدة منها، كل في مجاله أو اهتماماته، لكي تعم الفائدة للجميع، لأن القراءة والبحث العلمي أمران مهمان في حياة المرء، وبالقراءة المتنوعة يزداد العلم والمعرفة، ويشعر القارئ بالراحة والطمأنينة.. ومن هذا المدخل قرأت هذا الكتاب وعشت معه أيامًا معدودة في جو روحاني علمي جميل تمنيت أن يطول ويطول كقارئ وليس بناقد ولا قيم، ومن هنا أحث الشباب والكهول والشيوخ أن يغترفوا من هذا الماء العذب ويرووا عطشهم بحب الله وبحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام. إن هذا الكتاب (خلق النبي العظيم صلى الله عليه وسلم) كما قال المؤلف يشتمل على مقدمة وتمهيد وثمانية فصول وخاتمة. ويقع الكتاب في 512 صفحة وصدر من المكتبة العصرية في بيروت بتاريخ 1432ه. شكرًا للمؤلف الفاضل هذا الجهد المبارك وهذا التجوال السريع في حديقة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنه استطاع بعلمه كبارع من قطف ثمارها وورودها وريحانها وقدم للقراء هذا الجهد الكبير بشكل أنيق جميل. اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.