تحت شعار «الشعب يريد إسقاط السلاح» زحفت مئات الآلاف أمس الأحد إلى وسط بيروت لإحياء ذكرى التظاهرة الضخمة التي جرت عام 2005، وأدت إلى خروج الجيش السوري من لبنان. وأكدت قوى 14 آذار بتظاهرة الأحد تماسكها السياسي والشعبي، وردت على مقولة إن الأكثرية قد انتقلت من ضفة إلى أخرى، وكان اللافت هذا العام، رفع الشعار الأساسي وهو «لا» كبيرة لسلاح حزب الله، وأنه في مواجهة السلاح غير الشرعي تبقى الساحة أكبر سلاح في وجهه. وشكل الحضور الكثيف من الشمال ومن مناطق الجبل ردا مباشرا على انقلاب بعض النواب المحسوبين سابقا على 14 آذار، وكان لانقلابهم الدور الأبرز في ترشيح الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما كان الرئيس سعد الحريري المرشح الوحيد لإعادة تشكيل الحكومة رغم اعتراض قوى 8 آذار على عودته. وبسبب كثافة الحضور وزحمة الطرق بالوافدين من المناطق البعيدة تأخر برنامج الكلمات السياسية لزعماء 14 آذار، بل فسح المجال أمام كلمات إضافية لتمرير الوقت والسماح باكتمال الحشد، كما لوحظت الإجراءات الأمنية المشددة من قبل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المختلفة، وانحسار ظهور تجمعات موالية لقوى 8 آذار في المناطق المؤدية إلى الساحة، وتميزت التظاهرة بالتنظيم الدقيق الذي تولته قوى 14 آذار، لتيسير وصول الحشود من الجهات المختلفة، وتموضعها في الأماكن المحددة لها. من جهته أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في خطاب أمام المتظاهرين المحتشدين في وسط بيروت أمس، أنه «إذا كانت المسألة، مسألة خيار مقاومة فعلية، وعزة وطنية، وكرامة، فهذه كلها، ميزات الشعب اللبناني كله، فلا يزايد أحد على أحد، ولنترك الدولة تترجم خيار المقاومة، من خلال مؤسساتها الشرعية». من ناحيته أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب «أننا لن نقبل بأن نحول لبنان دويلة، بل دولة، أو أن يرفض أحد سياسته بقوة السلاح، أو أن يملي علينا ما يجب أن نقوم به». كما أكد وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون في كلمة له من ساحة الحرية: «نحن وأنتم على موعد للمدافعة مجددا عن رسالة لبنان، نحن وأنتم على الموعد للتأكيد بأن القمصان السود لن تتحكم بشوارع بيروت»، مشددا على أن «المسيرة مستمرة حتى تحقيق الأهداف، والعدالة آتية». أما الرئيس السابق أمين الجميل فقال: «في 14 آذار عام 2005 شعب أراد وأسقط نظام الوصاية، والاحتلال وأسقط نظام الفساد لكنهم أرادوا إسقاط ثورتنا وجربوا التسوية ولجأوا إلى الابتزاز، تركوا المقاومة وتحت ضغط إنزال الرعب انتزعوا التنازلات».