في لقاء وزير الثقافة والإعلام مع جمع من المثقفين والمثقفات مساء الخميس الماضي طرح سؤال عن منع المقالات التي تتماشى مع نهج الحكومة في مواجهة الفساد، والتي تحاول الحديث عن الشأن الوطني، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بشفافية تستجيب وتتماشى مع دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى المصارحة والوضوح. وكان رد الوزير أن وزارته لم تمنع أي مقال أو توقف أي كاتب انتقد مناحي الحياة في المملكة، وقال:- «بعض المقالات انتقدت وزارتي ورغم ذلك لم تكبل يد أحد نهائيا» .. هذا الرد يمكن اعتباره تأكيدا لقناعتنا بأن الوزارة تجاوزت زمن الوصاية على الرأي ومصادرته بحسب تفسيراتها ورؤيتها، وقناعتنا هذه نابعة من واقع يعيشه الإعلام والصحافة على وجه الخصوص اتسم منذ سنوات: بما يمكن وصفه ب «ربيع الصحافة» حيث أتيح المجال بشكل غير مسبوق لفتح ملفات عديدة وقراءة صفحاتها بصوت مسموع وإبداء وجهات النظر حولها بجرعة كبيرة من الصراحة .. بيد أن هذا الربيع ما فتئ تتخلله بعض أيام من الخريف تتساقط فيها أوراق من شجرة الحرية الإعلامية الجميلة، وتبزغ عندئذ تساؤلات هل تراجعت الوزارة عن توجهاتها، أم أن الأمر يتعلق بالصحف والوزارة براء من ذلك؟؟ .. هل فرطت الصحف بمكتسباتها نتيجة قراءة خاصة بها واستشعار للمزاج الرسمي حيال ما يطرح، ثم بدأت تجتهد في فرز ما هو مناسب وغير مناسب، وأسفر ذلك عن مصادرة بعض المقالات أو الإيعاز لبعض الكتاب بتجنب بعض القضايا، أو حتى إشعارهم بعدم الرغبة في استمرارهم في أسوأ الأحوال؟؟. إن المستجدات التي نعيشها داخليا وخارجيا، ووعي الجيل الجديد وتطلعاته في هذه المرحلة يفرض بالضرورة خطابا إعلاميا يناسبها ويلبي احتياجاتها، وهو موجود فعلا إذا استثنينا نسبة من الكتاب تصر على البقاء في فلك لم يعد واقعنا يدور فيه، تدافع عن الأخطاء وتصور كل الأمور مثالية ووردية، دون أن تعي الضرر الذي تسببه للوطن بمثل هذا الخطاب البالي .. إن الأغلبية من الكتاب تحاول الطرح بشفافية وصدق ووضوح واتزان لأنها تعرف مسؤوليتها الوطنية، وتعرف أنها جزء مهم في مشروع الإصلاح بكل جوانبه. هي لا تمارس الإثارة والمبالغة ولا تتشفى من ذوي الأخطاء والعثرات وإنما تهدف إلى تسليط الضوء على المساحات المعتمة، وإذا لم يتسن لها الاستمرار في ذلك فإن البديل هو إتاحة المجال للمواقع غير الموثوقة لتصبح مصدر استقاء المعلومة، والتشكيك في صدقية المنابر الإعلامية المعروفة.. إننا نتمنى على المسؤولين في الصحف تخفيض منسوب توجسهم، وتوظيف خبرتهم لتكون الصحف أكثر فعالية في تغيير الواقع إلى الأفضل، طالما المجتمع وجهات المسؤولية قد منحتهم ثقة كبيرة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة