حصل المخرج السعودي توفيق الزايدي على جائزة الإبداع الذهبي ضمن المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون 2011 عن فيلم (خروج)، وهذه الجائزة الثانية التي يحصل عليها الزايدي بعد فيلمه (الصمت). وفيلم (خروج) هو فيلم روائي قصير يحكي عن علاقة المبدع بالمجتمع المغلق بطريقة غير مباشرة، ويبدأ أول مشهد مع تتر بداية الفيلم بمنظر لشخص من الخلف يبكي أثناء استحمامه بطريقة توحي بألم عميق. صرح الزايدي ل «عكاظ» بأنه هو الذي قام بصوت البكاء، وأول مشهد هو لهذا الرجل الصامت الذي لا يرغب بالحديث بالرغم من محاولات زوجته وابنه المقعد. بعدها تنتقل الأحداث إلى أسرة طفلة اسمها جوري الذي كل ما تريده هو الذهاب إلى الملاهي. ويوضح الفيلم مدى توتر علاقة الأم والأب وانشغالهما بمشاكلهما، لدرجة أنهما لم يباليا برغبة جوري التي لم تتوقف عن هذا الطلب، إلى أن تقوم جوري بالهمس لعروستها بأنها ستأخذها إلى الملاهي. وبالفعل خرجت جوري وحدها إلى الشارع، وسرعان ما اصطدمت بها سيارة مسرعة. في نهاية الفيلم يكشف لنا الزايدي العلاقة بين العائلتين، حيث ينتهي بنفس المشهد الأول، وهو نفس الرجل الذي يبكي أثناء استحمامه، لكن هذه المرة تتحول مياه الاستحمام إلى دماء، ثم سرعان ما تتغير لتصبح ماء، ويكتشف المشاهد بأن هذا الرجل الذي يبكي ويرفض الكلام هو من قتل جوري دون قصد. الإبداع الإخراجي في هذا الفليم كان أهم من القصة، مع أن القصة رمزية، فالزايدي شبه المبدع بجوري الطفلة، ورمز إلى خطورة كبت المبدعين بخروج جوري الذي أدى إلى قتلها. و(الخروج) في الفيلم معناه الخروج من حالة الكبت، أو الخروج بالإبداع إلى فضاء الحرية. ورمز إلى قاتلي الإبداع بأنهم كقاتل جوري الذي لم يكن له علم بالذي قتله، وعند علمه بعد فوات الأوان شعر بالندم. المخرج أبدع في ربط سيناريو القصتين بالرغم من أن الأولى تسير أحداثها بطريقة طبيعية، والثانية بطريقة عكسية. ولعل هذا الربط هو سبب استحقاقه لجائزة الإبداع الذهبي. تم تصوير الفيلم في مدينة الرياض في مدة استغرقت عشرة أيام، فيما استغرق تحضيره ما يقارب الأربعة أشهر. وقام بتمثيل الفيلم بعض الممثلين والممثلات الشباب غير المعروفين، وعلل مخرج الفيلم الزايدي ذلك بقوله «لم أختر أي ممثل مشهور لأنني أؤمن بالموهبة وبما لدى الشباب من إمكانيات تفوق الوصف، لذا قررت أن أعطي فرصة للشباب. وأنا على يقين بأنهم سيصبحون رائعين في المستقبل إذا تشربوا ثقافة الروح السينمائية».