• أحد أبنائي مراهق عمره 17 عاما، يريد أن يكون كغيره من الناس، وهو كثير الغيبة، مع أنه يحاول أمامي أن يبدو منضبطا، وسؤالي: هل أنتقده كلما اغتاب أحدا؟ وهل من الحكمة أن أنتقده إذا أساء التعامل مع إخوته أو انتقد أحدا؟ أم أتجاهل ذلك، خصوصا أن كثيرا من مشكلاته مع إخوانه أو كلامه يحدث أمامي؟ أم أيمن نجران رغبة ابنك في أن يبدو كغيره من الناس بحسب ما ذكرت يعني أن لديه الرغبة في تحقيق ذاته من خلال مخالفة ما يألفه المحيطون به، ويريد أن يكون شخصا لا يحترم كثيرا القواعد المألوفة والسارية في محيطه، كما أن رغبته الشديدة في غيبة الآخرين تؤكد على نقده الشديد للمحيطين به، وهي محاولة لإرضاء ذاته من خلال الحط من قدر الآخرين كي يقنع نفسه بطريقة لا شعورية بجودة ما يملكه من صفات وخصائص، والملاحظ أنك كثيرة النقد له سواء في ممارسته للغيبة أو في مشاكله مع إخوانه وأخواته، وما يحتاجه ابنك هو شعور بالتقدير، أي أنه بحاجة ماسة كي يجد من يقدره لا من ينتقده، ويمكنك باتباع الآتي أن تعدلي لديه السلوك الخاطئ الذي يمارسه، ابدئي بمراقبته، وتوقفي عن نقده، وتحيني الفرصة حتى تبدو منه أية إشارة على سلوك حسن، بغض النظر عن نوع هذا السلوك، عندها كافئيه على سلوكه الطيب مكافأة مباشرة من خلال الثناء على ما فعل، ومكافأة غير مباشرة من خلال التحدث عنه وعن سلوكه الجيد أمام من يحترمهم ويحبهم، كأبيه أو أخوته أو بعض أصدقائه أو أقاربه، وكلما شعر بتعزيزك لسلوكه بالطريقتين المباشرة وغير المباشرة زادت لديه الرغبة في تكرار السلوك الجيد، وبعد أن تلاحظي زيادة ثقته بنفسه وتحسن العلاقة بينك وبينه ابدئي بتنبيهه إلى أهمية أن لا يغتاب الناس، ولكن بشرط أن تكون ملاحظاتك كلها بعيدة عن مسامع الناس كل الناس، بمن فيهم والده وإخوانه وأخواته، وفي هذه الحالة تكونين قد حافظت له على سمعته بينهم، وأوصلت له حرصك على تقديره وجمال صورته بين الناس، واحرصي على حفظ غيبته بين المحيطين به من أهله، بمعنى أن لا تذكريه أمامهم إلا بالذكر الحسن واحتفظي لنفسك بنقده في الحدود الضيقة بينك وبينه سرا دون أن يعلم أحد بذلك.