شددت الأجهزة الأمنية اليمنية من إجراءاتها في العاصمة صنعاء تحسبا لتصعيد المعارضة والمعتصمين الشباب من احتجاجاتهم التي هددت بها في وقت سابق وكذلك دعوتها لثلاثاء الغضب. وعمدت الشرطة إلى نشر قوات من مكافحة الشغب والأمن المركزي وكذلك من الجيش في مداخل ساحات الاعتصامات، بالإضافة إلى تشديد تفتيشها للسيارات والأفراد في الجولات والشوارع الفرعية بحثا عن أسلحة. إلى ذلك، ازدحمت ساحات الحرية بآلاف الأشخاص الطواقين للحرية والمرددين شعارات تطالب النظام اليمني بالرحيل والتنازل عن قيادة الجيش بمعية أسرته. وكانت أنباء قد تحدثت عن حدوث اشتباكات في السجن المركزي في العاصمة صنعاء في وقت متأخر من البارحة الأولى وأدت إلى إصابة العشرات، حيث استمر إطلاق النار في السجن لفترة طويلة واستدعيت قوات من مكافحة الشغب، غير أن مصدر في السجن نفى تلك الأنباء. كما تشمل التشديدات والاحترازات الأمنية محافظات تعز وإب وعدن بعد أن أصيب في مدينة الشيخ عثمان في عدن البارحة الأولى طالب بطلقتين أثناء مشاركته في مسيرة تطالب برحيل النظام اليمني أمام مسجد النور، وشوهد أمس في عدن انتشار كثيف لقوات أمنية شملت الشوارع الرئيسية والفرعية وأماكن التجمعات. إلى ذلك، قتل قيادي معارض على أيدي مجهولين في محافظة شبوة وأصيب طالبان في محافظة عدن أمس أثناء مشاركتهم في مظاهرة تندد بالنظام اليمني وتطالبه بالرحيل. وقال مصدر مطلع ل «عكاظ» إن عمر المعلم أحد قيادات حزب الإصلاح الإسلامي المعارض في محافظة شبوة قتل في مكتبه الخاص بعد أن اقتحم مسلحون مكتبه وباشروه بإطلاق الرصاص عليه ولاذوا بالفرار. وفي ذات السياق، صعدت القاعدة من هجماتها في محافظة أبين حيث أصاب مسلحون يستقلون دراجة نارية الضباط برتبة رائد «محمد علي منصور صمغة» برصاصة في رجله أثناء وجوده أمام مبنى الأمن السياسي (الاستخبارات) حيث يعمل أمس بحسب مصدر أمني. فيما تشهد محافظات مأرب وأبين وحضرموت وشبوة حملة أمنية لملاحقة القاعدة تقوم بها قوات من مكافحة الإرهاب وتشارك فيها طائرات حربية شوهدت وهي تقلع من العاصمة صنعاء وتتجه صوب الشرق حيث توجد تلك المحافظات. من جهة أخرى، ناشد الطبيب الروسي الذي كان يعمل في مستشفى بمدينة عتق في محافظة شبوة عبدالرحيم أوشي الرئيس اليمني وسفارة بلاده والجهات المسؤولة في شبوة بالتدخل لإطلاق سراحه من قبيلة آل عنبور التي تحتجزه منذ أكثر من أسبوع وتطالب بتنفيذ الحكم القبلي في قضية قتلى الضربة الجوية على منطقة المعجل في محافظة أبين والتي راح ضحيتها 35 شخصا، بينهم قيادات في القاعدة.