تشعرنا ثقافة «خذوهم بالصوت» بأن تأثيرها بات أبلغ من الواقع نفسه أو من أية ثقافة أخرى لدرجة قد تجعل المتلقي يدخل مرحلة «شك» في أن حواسه ما زالت بخير، فما بالكم في أية جدلية تشهدها مباراة أو حقيقة حية لها علاقة بالرياضة والمستطيل الأخضر تحديدا. تلك الثقافة أعلاه، «شككتني» بأني قد تابعت مباراة الأهلي والهلال الأحد الماضي في جدة، وأشعرتني بأني تابعت مباراة أخرى للفريقين لا أدري في أي موسم، بعد أن سمعت متحدث الهلال الرسمي في إحدى مداخلاته الفضائية وتحديدا في «الجولة» وهو يقول إن الهلال حرم من نقطتين ثمينتين في معرض «تشكيكه» في هدف الأهلي الأول وهو «التشكيك» المباشر الذي دعم ب «تشكيك» آخر ولكنه غير مباشر لاتحاد القدم الذي تعمد على ذمة الجاسر اختيار طاقم حكام ضعيف لإدارة المباراة. وحتى لا يتشعب الحديث ويفقدني حاسة البصر التي أتذكر أنني استخدمتها وأنا أتابع تلك المباراة الجميلة، وجدت أن معيار «إهدار النقطتين» على الهلال الذي استند عليه الجاسر لم يكن معيارا له علاقة بكرة القدم بقدر ما ارتبط بعاطفة أو وظيفة قد تكون السبب الذي أجبر الزميل أن يختزل المباراة في جدلية تحكيمية، وأن يقفز على الوقائع ومعطيات المباراة التي كان الأهلي الأفضل والأخطر في مجمل دقائقها، مثل ما قفز عنها كالديرون بعد نهاية المباراة. لست هنا لأصادر رأي متحدث الهلال أو ألبس ثوب المحاماة ذاته الذي يرتديه أي متحدث، ولكني ضد مبدأ تصدير ثقافة «خذوهم بالصوت» التي حكمتها هنا عاطفة صوت الهلال الرسمي التي قد تقابلها عاطفة أهلاوية أخرى تقول إن المرشدي الذي تعرض للدفع من عماد الحوسني قبل تسجيل هدف الأهلي الأول كان من المفترض أن يكون مطرودا بالإنذار الأصفر الثاني قبل تسجيل الهدف بدقيقتين، وقد يذهب أهلاوي آخر لفرضيات تكهنية مطلية بعاطفة أخرى لتؤكد أن الراقي كان سيسجل أربعة أهداف فيما لو تم بالفعل طرد المرشدي وويلهامسون بحسب تقييم الخبير محمد فودة. شخصيا أتفق مع الآراء المنطقية التي، وإن انتقدت أو هاجمت، ألا أنها تضع يدها على الجرح ولا تقفز على الوقائع أو تغطي عيوبها بالبربرة الفضائية وتتكئ على عصا «عذر البليد»، ولا يضيرني هنا أن أتفق مع الجاسر وحتى محمد الشيخي بأن القمة شهدت أخطاء تحكيمية على الفريقين وكلاهما استفاد منها. بسرعة • مصيبة المصائب أن تم السكوت على «النكت» وخفة الدم التي عكستها تصريحات مدرب الهلال كالديرون التي تهكمت في الأهلي بطريقة افتقدت للباقة، وأكاد أجزم أن ردة الفعل ومساحة الغضب والتفاعل ستكون أكبر إن استخدم مدرب الأهلي العبارات ذاتها ضد نادي الهلال. • لم أستغرب من محمد عبدالجواد وصف الأهلاويين بالمتباكين على رحيل مليوفان وتأييده الطريقة التي وقع بها الاتحاد القطري مع المدرب الصربي، ليس لأن الظهير الطائر حريص على «لقمة العيش» فقط؛ لأن المنطلق الذي استند عليه يزكي مبدأ التفاوض في الخفاء وهو المبدأ ذاته الذي نقل لاعبي الأهلي خالد قهوجي والسويد للاتحاد؛ لذلك لا غرابة في تأييد عبدالجواد للقطريين. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز219 مسافة ثم الرسالة