يوجد القليل من تداعيات السخافة الفكرية في استخدام كلمة «ثورة». في الواقع لا توجد حالة اسمها ثورة من دون اللجوء إلى أدوات عسكرية للاستيلاء على السلطة. وما حدث في ليبيا والسودان قديما بطي المدونات التاريخية يندرج في تناولات التغيير باستخدام القوة، فقد ثار الضباط ضد الأنظمة، وأما اليوم فقد تغير العالم العربي كثيرا من الداخل، وللواقع فالسلاح صار لا يقود عمليات التغيير. هناك الانتلجنسيا والتكنوقراط قادمون بقوة لإحداث الكثير من التغييرات السلمية الهادئة برعاية شبابية واعية ومتدفقة، ومن الواضح جدا أنهم عاقدو العزم مسبقا بعدم إراقة قطرة دم واحدة. ومن هنا فعبارة سرقة أو خطف الثورة لا وجود لها مطلقا من عدمه في معجم الوعي السياسي اليوم لتفكير الشباب في مصر وتونس. هنا لا أقول فكرا ولكن تفكير. والسبب أن المعدل التراكمي للتفكير الآيل برسمه ونكهته إلى الشباب سوف يؤول ذات يوم إلى فكر حقيقي يؤثر بفعل الاتصال وتقارب الأماكن على أمريكا اللاتينية. إذا تأملنا الموقف تونسيا ومصريا وليبيا، فسوف نجد أن هؤلاء الشباب لديهم تطلعات كبيرة في دواخلهم للارتقاء بالعالم العربي درجة إلى الأعلى وربما سوف يحررونه ذات يوم من الانتماء إلى العالم الثالث. إنهم بعكس نظرية كيسينجر القائلة «على أية حال لن يحرق العرب نفطهم في الداخل»، بمعنى أن العرب غير قادرين على توطين التكنولوجيا. ولكن مشيئة الله اقتضت أن تتفاعل البكتيريا العربية منذ السبعينيات الميلادية إلى مطلع عام 2011 على نحو آخر، فالشباب العرب يتطلعون إلى إحراق النفط بعكس إحالة الدكتور كيسينجر في السبعينيات، وهم لن يكتفوا بذلك وإنما يريدون حكومات مدنية ولا يريدون الفساد الإداري مطلقا ولا يريدون بيروقراطية من عدمه، ولديهم تطلعات بأهمية التوطين التكنولوجي في العالم العربي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة