هناك نكتة يتداولها الناس على مستوى العالم العربي ولا أدري تحديدا من أين انطلقت ولا إلى أي مدى سوف تتفاعل، وهذه النكتة هي أن هناك ثلاثة أشياء تقف كالأحجيات أمام العقل العربي ممثلة في الفيس بوك وقناة الجزيرة الإخبارية وثالثا كل يوم جمعة من الأسبوع. وطبعا فهذه النكتة ليست مثار سخرية، وإنما صارت مصدر أحزان تجلب معها الأسف متبوعا بكرب يليه ندم شديد وإلا كيف صارت وسائل الميديا ممثلة في الفيس بوك تمثل خطرا على مصير النسيج الاجتماعي بانعكاساته المختلفة لما هو طارئ عليه من الحال العام. وتبقى الحقيقة أن الشاب الروسي ابتكر الفيس بوك أساسا للتواصل الاجتماعي مكتسحا بذلك أبعد مسافة لصناعة التواصل التي بدأها الغرب.. وأما قناة الجزيرة فلا أرى لها كبير ذنب، لأنها لا تستطيع قلب وضع ولا إحداث ثورات.. ربما تهيج مشاعر الناس شرقا وغربا بما تراه محل الجهوزية على الأرض، وباستثناء ذلك من نواح موضوعية فهي تمارس السبق الصحافي المباشر على أساس من الجودة التنافسية التي تميزت بها ذات مرة كبار القنوات الإعلامية، فلو كان قدر حسني البقاء رئيسا لمصر فلن تستطيع الجزيرة ولا غيرها تغيير مواقيت القدر ولا التلاعب بإرادة الناس وكذلك أيضا ينطبق الوضع على معمر القذافي، فقد وصف محرري الجزيرة ومراسليها ذات مرة أنهم خونة ومع ذلك فلو أفتى من أجل بقائه جميع علماء الأرض، فلن يفيده ذلك بشيء. هنا يتبقى لدينا يوم الجمعة من كل أسبوع وللواقع هذه هي الحقيقة ولا أعلم لها تفسيرا واحدا، فالجمعة هي من أيام الله وفيها ساعة مجابة وخلق الله العالم يوم جمعة وسوف يفنيه أيضا ذات جمعة والله هو جامع الناس ليوم لا ريب فيه، وفي القرآن توجد سورة اسمها الجمعة، وعلى المستوى العالمي لمفهوم الجمعة، فالنصارى لازالوا يرمزون إليه بعبارة اليوم الطيب أيضا، وهو يوم المسلمين ويوم إجازة ويوم راحة أيضا، ومع ذلك تبقى الإشكالية الوحيدة فيه من خلال كيف تندلع المشكلات في يوم خصه الله بصلاة الظهر المميزة عن غيرها من بقية الأسبوع ففيها الخطبة والوعظ والإرشاد فيما خصه المسلمون بأنه يوم إجازة وموعد راحة لا عمل فيه من عدمه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة