شهد معرض الرياض الدولي للكتاب ولادة العديد من الكتب القيمة، حيث أصدر الباحث والناقد الصحافي الدكتور صالح الورثان كتابه (المصادر الإخبارية في الإنترنت) ليكمل الكتاب سلسلة من الأبحاث والدراسات الإعلامية المميزة للورثان الذي يعتزم نشر مؤلفاته الأخرى في الفترة المقبلة. ويتحدث الكتاب عن أهمية شبكة الإنترنت في الإعلام الحديث بداية من نشأة الإنترنت ووصولا إلى تنوع مفاهيمه واستخداماته الإعلامية، لا سيما في الميدان الإخباري. يذكر أن الورثان صاحب تجربة طويلة في الإعلام بشقيه المقروء والمتلفز ويشرف على موقعه الإلكتروني «شوارد»، كما تقلد العديد من المناصب القيادية في التلفزيون السعودي، ويعمل حاليا نائبا لمدير إدارة العلاقات الدولية والإخبارية في التلفزيون. وفي سياق متصل، صدر عن المجلة العربية كتاب بدايات تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية للكاتب محمد عبدالرزاق القشعمي الذي جاء في 135 صفحة تضمن ثلاثة فصول، الفصل الأول عن بدايات تعليم البنات في المملكة (الكتاتيب)، والفصل الثاني عن بدايات الدعوة للتعليم الحديث، والفصل الثالث الصحافة ودعوتها لتعليم المرأة. الكتاب الذي حظي باهتمام زائري معرض الكتاب في الرياض، قالت الدكتورة هتون أجواد الفاسي في مقدمته (الوثيقة موضوع شائك على الرغم من كونه حقا شرعيا وإنسانيا غير مختلف عليه، وهذا الكتاب يقدم توثيقا من أفواه المعاصرين لتاريخ حديث شهد صراعا يمكن أن نقول مابين الجاهلية والمدنية الإسلامية بين اجترارات عصبية ماقبل الإسلام وبين تجليات العصر الحديث مشيرة في مقدمتها إلى أن الباحث أخذ القراء في رحلة توثيقية لبداية الحراك الفكري لمقاومة منع تعليم المرأة، كاشفا عن دهاليز وأسرار منها ما نفتخر به ومنها ما نخجل منه). ومن جانبه، أصدر الكاتب شتيوي الغيثي كتابه الجديد تحت عنوان: (قشرة الحضارة: إشكاليات الثقافة السعودية وتحولاتها) عن دار طوى للنشر والتوزيع 2011. ويقع الكتاب في 296 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على ستة فصول يحاول فيها الغيثي قراءة المجتمع السعودي من خلال تعددية الرؤى الثقافية للمجتمع، طارحا الاختلافات السوسيوثقافية والتكوينات الاجتماعية والثقافية كبنية أساسية يمكن الاتكاء عليها في تأصيل الاختلاف، كما طرح الغيثي التحولات التي مرت على السعودية على الصعيد الثقافي منذ تكون المجتمع السعودي قبل نحو 70 عاما والمشكلات الثقافية التي لازمت تكون هذا المجتمع والرؤى الفكرية المصاحبة لذلك التكوين الثقافي، كما يطرح رؤيته الفكرية حول الحداثة وسياقاتها الفكرية على اعتبار أنها كانت حداثة ناقصة أو شكلية ولم تدخل في البنية الفكرية لدى لمجتمع، ثم يعرج على نقد بعض الإشكاليات الثقافية في المجتمع كإشكالية الرؤية المحلية للحضارة وللإنسان، ونقد العودة القبائلية، كما طرح بعض إشكاليات الوصاية في الرؤى التقليدية وإشكاليات التنوير في السعودية، في حين خصص الغيثي الفصل الخامس ليطرح إشكاليات الخطاب الديني في السعودية ناقدا الكثير من الممارسات الفكرية لبعض رموز الخطاب الديني، منتهيا في الفصل الأخير إلى محاولته الفكرية تأصيل التنوع والاختلاف الثقافي داخل المجتمع السعودي.