شن الثوار الليبيون الذين يسيطرون على شرق البلاد هجمات على المدن الخاضعة للجيش النظامي الموالي للعقيد معمر القذافي، بينما يفترض أن يعقد المجلس الوطني الذي أسسته المعارضة أول اجتماع له. وفي بنغازي معقل المعارضة، ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجارين اللذين وقعا في مستودع للأسلحة الجمعة إلى 27 قتيلا وعشرات الجرحى. على الصعيد الدبلوماسي، طلبت طرابلس من الأممالمتحدة رفع العقوبات التي فرضت على ليبيا. وأكد مسؤول حكومي ليبي أمس أن الغرب بأكمله تحت سيطرة النظام لكن الشرق يبقى مشكلة. وأعلن المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لإسقاط القذافي والإعداد لانتقال سياسي، أنه سيعقد أول اجتماع رسمي له في مكان لم يكشف. ويرأس المجلس الذي يضم ثلاثين عضوا مصطفى عبدالجليل وزير العدل السابق الذي كان من الشخصيات الأولى التي انضمت إلى المعارضة في الأيام الأولى من الثورة. وأكد الثوار الجمعة أنهم سيطروا على مدينة راس لانوف النفطية الأساسية بعد معارك ضارية أسفرت عن سقوط العديد من القتلى، لكن وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم نفى لاحقا هذه المعلومات. وقال مصدر طبي في أجدابيا أن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح في هذه المعارك في المنطقة النفطية الاستراتيجية شرقي ليبيا. ومع ذلك احتفل مئات المتمردين البارحة الأولى بالسيطرة على راس لانوف وهم يطلقون النار في الهواء. وقال شهود إنهم شاهدوا ثوارا متمركزين خارج مجمع عمليات الحروج النفطي، وعند مركز للشرطة وعلى مداخل منطقة سكنية وثكنات للجيش. غير أن كعيم نفى البارحة الأولى أن تكون الثورة سيطرت على راس لانوف، مؤكدا أن «الحكومة تسيطر عليها وفي راس لانوف كل شيء هادئ». وفي وقت سابق، اعترف مصدر حكومي بأن البريقة التي تقع بين راس لانوف ومعقل الثورة بنغازي أصبحت في أيدي المتمردين. لكن زميلا له نفى ذلك بشكل قاطع موضحا أن اشتباكات ما زالت جارية. وتبعد راس لانوف مائتي كيلومتر شرقي سرت مسقط رأس ومعقل الزعيم الليبي معمر القذافي. وسمع دوي انفجارات ورشاشات ثقيلة في الصحراء عن بعد عشرة كيلومترات شرق راس لانوف بينما كان الثوار المسلحون متوجهين في شاحنات إلى المدينة ترافقهم سيارات إسعاف. وقال أحدهم ويدعى مرعي «إنهم يطلقون صواريخ غراد. رأيت أربعة أشخاص يقتلون أمامي بعدما أصابهم صاروخ». وفي الوقت نفسه، أعلن التلفزيون الحكومي الليبي أن القوات الموالية للقذافي أحكمت سيطرتها على الزاوية (60 كلم غربي طرابلس) التي تضم مصفاة نفطية مهمة. لكن مسؤولا حكوميا تحدث في وقت لاحق عن جيوب للمقاومة، بينما نفى سياسي محلي بشدة المعلومات التي بثها التلفزيون الحكومي وقال إن قوات المعارضة ما زالت تسيطر على المدينة. من جهتها، أكدت مراسلة محطة التلفزيون البريطانية «سكاي نيوز» آلكس كروفورد أن جيش القذافي يحاصر المدينة وسكانها يخشون وقوع هجوم. وكانت معلومات بثها التلفزيون من أحد مستشفيات الزاوية أفادت أن ثلاثة أشخاص قتلوا في المدينة وجرح خمسون آخرون بينهم سبعة إصاباتهم خطيرة، وبين المصابين طفلان. وقالت كروفورد «كنا نسير مع المتظاهرين المناهضين للقذافي في الطريق الرئيس. كانوا آلاف الأشخاص، غالبيتهم غير مسلحين يسيرون في اتجاه العسكريين عندما فتح الجيش النار عليهم مستخدما الدبابات وأسلحة أخرى بينها رشاشات ثقيلة». من جهة أخرى، أعلنت مصادر طبية في بنغازي سقوط 27 قتيلا وأكثر من ثلاثين جريحا في انفجارين وقعا في مستودع للذخيرة في منطقة الرجمة جنوب بنغازي. وقال الغرياني «لا نعرف بالتأكيد ما إذا كان الانفجار عملية تخريب أو حادث أو ضربة جوية لكن لم ير أحد طائرة». وأوضح أن عدد الذين كانوا داخل المستودع يقدر بأربعين شخصا، مشيرا إلى أن حصيلة الضحايا يمكن أن ترتفع. من جهة أخرى، تعذر الدخول إلى شبكة الإنترنت الخميس في سائر أنحاء ليبيا، كما أفادت الجمعة شركة «آربور نيتووركس» المتخصصة في مراقبة حركة الدخول إلى الإنترنت. وفي نيويورك، أكد نظام القذافي أنه فوجئ بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي السبت الماضي، داعيا إلى تعليق العقوبات التي أقرت ضد الزعيم الليبي بسبب القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية. وتشكل الرسالة المؤرخة في الثاني من مارس والتي أرسلها إلى مجلس الأمن أمين اللجنة الشعبية الليبية للعلاقات الخارجية أول رد فعل يصدر عن النظام الليبي على العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة. وبدأ على الحدود التونسية سباق ضد الزمن لتجنب كارثة إنسانية، تجاوز عدد اللاجئين الذين تدفقوا من ليبيا إلى مائة ألف الجمعة، حسب الدفاع المدني التونسي.