قدر ل«عكاظ» مختصون، خسائر شركات العمرة جراء توقف تدفق معتمري عدد من الدول وتأخر التأشيرات في أخرى، بأكثر من 50 مليون ريال منذ بدء الموسم في مطلع شهر ربيع الأول الجاري. وأوضح رئيس شركة البركة الدولية لخدمات العمرة أحمد عبد الرحمن كريشان أن الكثير من شركات العمرة التي تعمل في الأسواق المصرية والتونسية واليمنية والعراقية والإيرانية تكبدت خسائر كبيرة، بسبب حجزها لفنادق في مكة بهدف تسكين معتمريها، إلا أن توقف تدفق المعتمرين من البلدين الأولين نتيجة الأحداث الأخيرة فيهما، وتعثر التأشيرات في الدول الأخرى نتج عنه الكثير من الخسائر. وأوضحت مصادر أخرى (فضلت عدم ذكر اسمائها)، أنه لا يمكن الحكم بتكبد خسائر أو تحقيق أرباح إلا بعد أن ينتهي موسم العمرة بشكل كامل، مذكرين أننا ما زلنا في بداية الموسم الذي لم يمض منه سوى قرابة شهر حتى الآن. وأضافت المصادر أن العديد من شركات العمرة تعول كثيرا على عودة الدول الموقفة إلى سوق العمرة، والتي تعتبر لاعبا أساسيا فيها، إذ تقدر عدد المعتمرين في كل من مصر وتونس وليبيا والعراق وإندونيسيا وإيران بأكثر من مليون معتمر على مدى الموسم. وبمقايسة بسيطة، فإذا كان معدل إنفاق كل معتمر من معتمري تلك الدول 1000 ريال، فإن الخسارة الإجمالية على شركات العمرة تقارب المليار ريال، إذا لم يتدفق معتمرو الدول الموقفة، واستمر التعثر وانخفاض المعتمرين من الدول الأخرى. من جهته، أكد مدير عام «العالمية للإنترنت والاتصالات» الشركة المسؤولة عن التأشيرات الإلكترونية، المهندس سعود عبد العزيز السليماني، أنه من منذ بدء موسم العمرة هذا العام تجاوزت النصف مليون تأشيرة، ويعتبر هذا الرقم قياسيا بالنسبة للفترة الزمنية التي لا تتعدى شهرا، ومقارنة بنفس الفترة من السنوات السابقة. وأضاف السليماني أن وزارة الحج تعمل على تسهيل الصعاب التي قد تواجه شركات العمرة في رفع الخطط التشغيلية لتقليص الخسائر التي قد تلحق بنظام العمرة، جراء توقف بعض الدول بسبب الأحداث الداخلية فيها التي برزت بشكل واضح هذا الموسم. مضيفا أن مشكلة العام الماضي التي كانت تتمثل في الفنادق غير المصنفة حسب اشتراطات هيئة السياحة قد حلت، ودليل ذلك الارتفاع الملحوظ لعدد الفنادق المصنفة على النظام بسبب إنهاء الإجراءات الخاصة بتسجيلها، وتسهيل ذلك من الجهات ذات العلاقة. من جهته، أكد القنصل العام في سفارة خادم الحرمين في جاكرتا عبد العزيز الرقابي أن تعثر تأشيرات العمرة في إندونيسيا ليس بالحجم الكبير الذي يمكن أن يؤثر على عدد المعتمرين، مضيفا أن دور السفارة يقتصر على تأشير الجوازات بعد أن تنهي شركات العمرة تقديم كشوفتها من خلال المسارات الإلكترونية المربوطة مع وزارة الحج.