كثيرا، بل دائما، ما نعلق مصائبنا، ومشاكلنا، وعلاتنا، على اليهود، كل خيبة، هم من دق أوتادها، وكل خيمة، هم من هد أطنابها، لم نختلف، لولاهم، ولم تتشتت لنا كلمة، وتضيع لنا هيبة، لولاهم، ولم نحرم طعم حرية، لولاهم، ولم نفقد قدرتنا على الحركة، والفعل، لولاهم، كل أغنيات النضال، لا تقول حقيقتنا، أغنيتنا النضالية، المجابهة، الأكثر تماهيا مع عقلياتنا، انطلقت من حنجرة رديئة، لمغنٍ اسمه «علي حميدة»، أغنية تافهة، لكنها تمثل منهج أفكارنا: (لولاكي .. لولا .. لولا .. لولا)!، ولعل هذا، ما يفسر سر نجاحها، الباهر، أيامها، نحن الأمة، التي حاربت كلمة «لو»، وحفظت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن هذه ال «لو» تفتح عمل الشيطان، وسدنا الدنيا، بذلك، رجعنا، مرة أخرى، وبخزي تتبرأ منه حتى الجاهلية، ربما، نصنع من تمر ال «لو» الفاسد، أصناما، تسجد لها أفكارنا، ونظن الجسد في مأمن عن الشرك، آخر صيحاتنا: أن «معمر القذّافي» يهودي، فلا ضرر، ولا ضرار، إلا من اليهود، نزيد بذلك من قدرهم، ونحط من قدراتنا، ونستسلم يائسين، بائسين، عابسين، يابسين، لما نتوهم أنه قدرنا، أعود إلى «القذافي»، والعود هنا أرمد، وأخمد، وأسأل: هل وجب طرده، وعزله، وطلب تنحيته، ورحيله، ومحاسبته، لأنه من أصل «يهودي» فقط؟! بصيغة أخرى: هل لو لم يكن يهوديا، لما وجبت محاربته على ظلمه، وقمعه، وتجويعه، وترويعه، وتمييعه، وتقطيعه أوصال الناس؟! وهل لو لم يكن يهوديا، لتم اكتشاف أمره، في فترة، أسرع من نصف قرن تقريبا؟!، لقد كنا نعرف جميعا، أننا أمام معتوه، مهرج ديكتاتوري، متحذلق، وساذج، ومتقلب المواقف، والآراء، يحكم بلدا، من أغنى بلدان الدنيا، فيتصرف بشعبه، وبمقدرات شعبه، على هواه، وهوايته، وهاويته، أو ليس هذا كافيا، لرفضه، ونبذه؟!، رجل بهذه العنجهية، والديكتاتورية، والغوغائية، والقمعية، والتسلط، والكبر، هل هو بحاجة إلى أن نبحث في «أصله»، لإجازة «فصله»؟!