تحقق شرطة الملز في الرياض مع عدد من المتشددين الذين أحدثوا البارحة الأولى فوضى عارمة في معرض الرياض الدولي للكتاب. ويخضع أحد المتشددين للتحقيق إثر تهجمه على إحدى الإعلاميات في المعرض (تحتفظ «عكاظ» باسمها) وتلفظه عليها بألفاظ وصلت إلى حد القذف. وأكدت الإعلامية أنها رفضت التنازل عن القضية ما لم يعترف خصمها بخطئه ويعتذر لها، وهو الأمر الذي رفضه الخصم، مما دعا الإعلامية للتمسك بالمطالبة بحقها في القضية وعدم التنازل بعد أن وثقت شكواها رسميا. من جهة أخرى، تحفظت الشرطة على المحتسبين الذين تهجموا على عضو اللجنة الإعلامية للمعرض الإعلامي عبدالله آل وافية، وهددوه بكسر يده. وأفاد ل «عكاظ» آل وافية «أن الأمر بيد الجهات الأمنية وأشكرهم على موقفهم من الأحداث»، رافضا التنازل عن القضية. وزاد آل وافية «أن معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية وطنية كبرى يجب الاستفادة منها معرفيا وثقافيا بعيدا عن الضجيج». وكانت الجهات الأمنية قد كثفت تواجدها أمس في المعرض للوقوف في وجه أي تدخلات مماثلة لمتشددين، خصوصا بعد أن أطلق بعضهم البارحة الأولى تهديدا لبعض المنظمين والمشاركين في المعرض. من جهة أخرى، رفضت إدارة المعرض التصريح عن الأحداث، واكتفت بالقول إن المعرض يواصل نجاحاته من حيث تزايد أعداد الزوار ورضاهم الملموس عن طريقة التنظيم والعرض والبرامج الثقافية المصاحبة للمعرض. من جانبها، قررت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر زيادة أعضائها في المعرض وذلك لمنع المخالفات الشرعية التي قد تحدث أثناء تواجد الزوار في المعرض، خاصة أن المعرض يشهد هذه السنة إقبالا منقطع النظير من جميع مناطق المملكة، وكشف ل «عكاظ» المتحدث الرسمي لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الرياض الدكتور تركي الشليل «أننا الآن نعمل على زيادة أعضاء هيئة الأمر بالمعروف في معرض الكتاب بعد الأحدث التي حصلت، وذلك لسد أي فراغ». وحول المحتسبين الذين تواجدوا وأحدثوا الفوضى، أعاد الشليل تأكيده بأنهم «لا ينتمون إلى الهيئة ولسنا مسؤولين عن تصرفاتهم»، لافتا إلى «أن من ينتحلون شخصيات أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن هناك جهات حكومية كفيلة بالتصرف معهم ومحاسبتهم». وأبان الشليل أن المكلفين من الهيئة بالعمل في معرض الكتاب يبلغ عددهم 35 فردا، مضيفا «أن هؤلاء الأفراد ليسوا مسؤولين عن مناصحة المحتسبين في المعرض، وأن أعضاءنا هم من يحملون بطاقات خاصة بالهيئة فقط». وحول ملابسات اليوم الأول والفوضى التي أحدثها بعض المتشددين في المعرض، أفاد شهود عيان أن عشرات المتشددين دخلوا المعرض أثناء جولة لوزير الثقافة والإعلام، معترضين على استضافة بعض الكتاب وعرض كتب «تتطاول على الإسلام» على حد قولهم. وأضاف أحد الشهود أن «العشرات من الشبان الذين يقولون إنهم محتسبون دخلوا المعرض أثناء جولة وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في اليوم الأول من فتح أبواب المعرض السنوي أمام الجمهور»، مبينا أن الشبان عمدوا إلى «الصراخ في أرجاء المعرض ضد كتاب ونعتهم بالكفار وحدث تلاسن قوي بينهم وبين الوزير، منتقدين موافقته على تنظيم المعرض». وأشار شاهد آخر إلى أن المتشددين «تعرضوا للنساء بطريقة دفعت العديد منهن إلى المغادرة، كما منعوا صحافية من أداء عملها».