أوضح حكم ساحة كرة القدم المعتزل محمد ثامر (درجة أولى)، أن هناك مميزات على أرقى المستويات للحكام الأجانب بينما العكس تماما للحكام السعوديين الذين يعانون من تجاهل تام من قبل لجنة الحكام، في حين أكد أن المعسكرات والدورات التي تقام للحكام غير مفيدة ومملة بشكل كبير؛ كونها غير مجدية وتكون دائما في مكان واحد وهو بيوت الشباب ومعهد إعداد القادة في الرياض ولا يوجد أي تنويع، سواء من حيث المكان أو المحاضرين أو نوعية الدورات، موضحا أن رئيس لجنة الحكام سابقا عبدالله الناصر كان يقوم بمراقبته في أية مباراة يقوم بتحكيمها ويتصيد كل أخطائه ويترك إيجابياته في محاولة منه لإسقاطه، الحكم ثامر تطرق للأخطاء السابقة من لجنتي الناصر والزيد، متهما أنهما وراء اعتزال الكثير من الحكام لمعاملتهما السلبية لهم، مبينا أن هناك قصورا في عملية تحفيز الحكام من خلال التجاهل لكل ما يقدمونه في المباريات وخارجها، واصفا رئيس اللجنة الحالية عمر المهنا بالخجول والمجامل، الأمر الذي سيجبره السير على خطى الرؤساء الفاشلين الذين سبقوه، حديث الحكم محمد ثامر نستعرضه في ثنايا الحوار التالي: • ما هي حوافز الحكام السعوديين مقارنة بالحكام الأجانب الذين تتعاقد معهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟ الحكام الأجانب يعمل لهم حجوزات وتذاكر سفر درجة أولى وسكنهم في فنادق خمس نجوم، ويقدم لهم مبلغ مالي كبير يقدر بمائة ألف ريال (لأربعة حكام بواقع 25 ألف ريال للحكم الواحد على المباراة الواحدة)، والعكس صحيح للحكم السعودي الذي يقوم بعمل حجوزات السفر بذاته والسكن على حسابه الخاص والمكافأة قليلة جدا وغير مجزية ولا تصرف بعد انتهاء المباريات إلا فقط في مباريات دوري زين، إلى جانب الضغوط الإعلامية التي تحاول إسقاطه والتعصب الرياضي، خصوصا من رؤساء الأندية ومحللي القنوات الفضائية. • ما أسباب عزوف الحكام عن التحكيم؟ قلة المكافآت والمقابل المادي عموما غير مجز مقابل المجهود الذي يبذله الحكام، والمعسكرات والدورات التي تقام للحكام غير مفيدة ومملة بشكل كبير، ومل الحكام من كثرة الدورات غير المجدية والتي تكون دائما في مكان واحد وهو بيوت الشباب ومعهد إعداد القادة في الرياض ولا يوجد أي تنويع، سواء من حيث المكان أو المحاضرين أو نوعية الدورات، المفترض إقامة هذه الدورات والمعسكرات في فنادق فاخرة وفي قاعات مجهزة بأحدث التكنولوجيا، كما نشاهدها في بعض دول الخليج لحكامها، إضافة لعدم وجود التهيئة النفسية والجو الهادئ أثناء المعسكرات لأن السكن وغرف النوم في بيوت الشباب من الأثاث القديم جدا ولا يأخذ الحكام راحتهم فيها أبدا، وكذلك عدم وجود معسكرات خارجية في دول أوروبية كل صيف، كما يقام لبعض الحكام من دول الخليج كل سنة في دولة أوروبية باستثناء المعسكر الذي أقيم في التشيك وسلبياته أكثر من إيجابياته، والملابس المصروفة للحكام أثناء الدورات والمعسكرات من أردئ العلامات التجارية، ولا توجد برامج ترفيهية نهائيا أثناء إقامة المعسكرات وذلك لتسلية الحكام وخروجهم عن البرامج اليومية أثناء المعسكر، وتركهم يقومون بعمل الحجوزات أثناء المباريات والمعسكرات، وهذا يأخذ وقتا كثيرا من أوقاتهم وجهودهم، والمفروض وجود موظفين في اللجنة يقومون بعمل الحجوزات كاملة كما يعمل بها في كثير من بلدان العالم، ومن السلبيات أيضا عدم الاهتمام في الحكام من قبل اللجنة عند الاستفسار عن أي موضوع. • ما الفرق بين وضع التحكيم سابقا وحاليا؟ التحكيم سابقا بكل أمانة كان أفضل بكثير من التحكيم حاليا من حيث روح الحكام بين بعضهم البعض، حيث تجدهم متكاتفين ويدا واحدة مثل الروح الواحدة، والحكام سابقا كانوا يسعدون ويفرحون عند نجاح أي حكم في قيادة أية مباراة أو مشاركة في أية دورة داخلية أو خارجية، والعكس صحيح للتحكيم حاليا، حيث المجاملات والغيرة بين الحكام وعدم الحب لنجاح أي حكم وتصيد الأخطاء والبحث عن الصحافة والقنوات الفضائية، فنجد بعض الحكام يلهثون وراء الشهرة والأضواء رغم أن مستوياتهم غير مقنعة داخل الملعب. • ما هو تقييمك للجان الحكام سابقا؟ بكل أمانة منذ دخولي مجال التحكيم منذ عام 1415ه وحتى اعتزالي في عام 1427ه، أؤكد أن لجنة عمر الشقير من أفضل اللجان التي مرت على التحكيم لعدة أسباب، ومنها: تفاعله مع أغلب الحكام بكل ود واحترام وفي كل صغيرة وكبيرة، وكان مع مصلحة الحكم بكل تواضع وإصغاء ومتابعة ويعطي كل حكم حقه بدون مجاملة، وكانت ملابس التحكيم من أفضل الأطقم وكذلك الملابس أثناء الدورات والمعسكرات، وظهر ذلك جليا في ظهور حكام كثيرين في عهده بمستويات رفيعة ومميزة وكان لا يتوانى في اتخاذ القرار ضد أي حكم كان في مصلحة التحكيم، بينما كانت لجنة عبدالله الناصر وعبدالرحمن الزيد تقضيان على أغلب الحكام. وبكل أمانة ومن وجهة نظري أنهما من أفشل اللجان التي أدت إلى سقوط أغلب الحكام والقضاء عليهم، خاصة من الحكام المميزين في فترة لجنة الشقير مع التعامل بنظرة المناطقية دونية، في حين تسلم عبدالرحمن الزيد زمام اللجنة بكل صغيرة وكبيرة وأقصى أغلب الحكام باتخاذه القرار الفاشل بتحديد السن القانوني الصغير للحكم (35 عاما) بدون وجهة حق، والمفترض ألا يقدم على هذا القرار إلا إذا كان يوجد حكام كثيرون ومميزون لقيادة جميع المباريات بكل درجاتها، لكن للأسف لا يوجد عنده في ذلك الوقت إلا قلة، الأمر الذي أدى إلى شطب أغلب الحكام واعتزالهم التحكيم لسوء تعامل اللجنة، وهذا يؤكد أن عملهم كان بدون دراسة أو تخطيط، علاوة على تطنيش أعضاء اللجنة وعدم الأخذ برأيهم والاكتفاء بعبدالرحمن الزيد؛ يصول ويجول إلى أن أدى إلى اعتزال أغلب الحكام وكنت في مقدمتهم. • وماذا عن لجنة الحكام الحالية برئاسة عمر المهنا؟ الحكم عمر المهنا غني عن التعريف في تحكيمه للمباريات، لكني أرى في أعمال لجنته التالي: الاهتمام بالأعمال الورقية وكثرة إقامة الدورات وإهمال الشيء الأساسي وهي تهيئة الحكم وإعداده إعدادا جيدا، فكل ما تشاهدونه الآن من دورات ومناقشة مقيمين الحكام بعد نهاية المباريات (كل أسبوعين) هذه من إعداد الحكم علي الطريفي ومجاملة عمر المهنا لبعض الحكام وإعطائهم أكثر من حقهم، خاصة الحكم الواعد فهد العريني؛ الذي جازف به كثيرا إلى أن أدى إلى إقصائه وسقوطه، خاصة في مباراة النصر والتعاون، وذلك يرجع إلى أنه الحكم المدلل لرئيس اللجنة عمر المهنا. • ما هي أسباب اعتزالك التحكيم؟ قيام رئيس لجنة الحكام سابقا عبدالله الناصر بمراقبتي في أية مباراة أقوم بتحكيمها وتصيد كل أخطائي فقط وترك إيجابياتي، حيث كنت مرشحا للدولية بنسبة 90 في المائة ولكن تدخل الناصر وأعوانه أدى إلى إعطائها إلى حكم آخر، إضافة إلى ضياع وقتي أكثر من اللازم ولا يوجد هناك فوائد أخرى، ولم يقف رئيس لجنة حكام عسير سابقا الحكم محمد البشري معي في الفترة الأخيرة عند قرب ترشيحي للدولية، وهذا لا يدل على أن البشري لم يقف معي في السابق فقد كان له دور كبير في تكليفي لمباريات في بداياتي، لكن عند قرب حصولي على الدولية لم أشهد منه شيئا يذكر، إضافة إلى مهاترات وغيرة والاتصال باللجنة الرئيسية من بعض الحكام عند غياب أي حكم حتى لا يكلف من قبل اللجنة الرئيسية، خاصة من حكم كأس بطولة الخليج ال20 في عدن الحكم عبدالرحمن القحطاني، لكن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، حيث كانت نهايته في كأس الخليج وإخفاقه بعد رجوعه في «الكوبر» ولست من الشامتين عليه ولكن الإنسان دائما يقع في شر أعماله وتصرفاته. • هل احتفوا بك بعد اعتزالك ومن هم الداعمون الحقيقيون لمسيرتك؟ للأسف لا، وقد عملت مع اللجنة كحكم وعضو فيها لمدة ثماني سنوات، وكان لي عتب كبير جدا على رئيس لجنة الحكام في عسير محمد البشري ونائبه حامد السريعي؛ وذلك عند قيامي بالاستقالة وخروجي من اللجنة لم يتم تقدير عملي معهم كحكم أو عضو ولو بخطاب شكر على الوقت الذي قضيته معهم بعكس ما قدم لهما، حيث عمل لكل واحد منهما حفل توديع مكبر على مسرح مكتب عسير وليس هذا اعتراض مني على ذلك، لكن عتبي لأنهما تجاهلاني، وهو ما حدث أيضا للزميل علي جبلي الذي سبقني في هذا الموقع عندما عمل معهما قرابة خمس سنوات وخرج بنفس الطريقة التي خرجت بها دون حتى خطاب شكر وتقدير، ولا يفوتني أن كل مناسبة يحقق فيها الحكم المعتزل محمد الغامدي تفوقا يتم تكرمه والاحتفاء به، على الرغم أنني قمت بتحقيق إنجازات كثيرة وشاركت في بطولات عديدة.