رد العلماء والدعاة عن كل التهم التي تطالهم بعدم إيلاء قضايا التكفير الاهتمام الكافي، مؤكدين على أنهم يتبرأون من هذا الفكر ويجرمون أفعال التكفير والقتل والتفجير وسفك الدماء وترويع الآمنيين وهو ما تتبناه القاعدة وباقي التنظيمات المتطرفة، حيث قال الداعية الدكتور إبراهيم الدويش: لغة الأرقام والإحصائيات تؤكد أن الدعاة والعلماء والخطباء والوعاظ قاموا بدورهم كاملا في البراءة من أفكار التنظيمات المتطرفة وتفنيد شبهاتهم وهو ما أعلنته وزارة الشؤون الإسلامية عندما بينت أنها أقامت أكثر من مليون منشط خلال السنوات الماضية. وتساءل الدويش: لماذا نبخس الدعاة حقهم مع أنهم قدموا جهودا كبيرة وأعلنوا براءتهم من هذا الفكر، بل كانوا أحد أسباب نجاح المؤتمرات التي تكافح الإرهاب من خلال نشاطهم الدعوي، سواء عبر الندوات والمحاضرات والمطويات والحورات، بل إن بعضهم شارك في زيارة السجون ومناصحة بعض المغرر بهم وتفنيد الشبهات التي يعتنقونها؟. وشدد الدويش على أن العلماء لهم الدور الأكبر في برنامج المناصحة عبر رد كثير من الشباب المغرر بهم عن الأفكار الضالة، مبينا أنه شخصيا شارك في الجلوس مع شباب في استراحات وغيرها مع نخبة من الدعاة ونجحوا في إقناعهم بخطورة هذه الأفكار، لافتا إلى أنه إذا وجد قلة وشواذ يتعاطفون أو يعتنقون هذا الفكر فإنهم لا يمثلون الدعاة، مؤكدا على أن الدعاة والواعظ قاموا بدورهم كاملا في البرأة من هذا الفكر ومناقشته وتعرية من يريدون نشره في المجتمع إبتغاء الفتنة. وعد المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم الداعية الدكتور سلمان العودة، أن قرار هيئة كبار العلماء بالتبرؤ من البيان المكذوب أو تجريم وتمويل الإرهاب هو منهج العلماء والدعاة في البلد، مضيفا «قرار هيئة كبار العلماء قرار موفق وكان طبيعيا ومنسجما في إدانة الإرهاب والعنف والفساد في الأرض»، مشددا على أن هذه البينات مهمة ومفيدة شريطة أن يكون هناك توعية إعلامية وخطابية مستديمة، معتبرا هذا القرار مفيد في توعية الناس بحيث يكون قدوة للدعاة والوعاظ بالسير على هذا المنهج، مؤكدا أن هذا البيان وما يتبعه من توعية سيؤثر على من يدعمون هذا الفكر وهم لا يشعرون إما بمواقف وإما بأموال، أما أولئك الداعمون للفكر برأي وقناعة فأشك؛ لأنهم قاموا بتصنيف كل من لا يتفق معهم بأنه ضدهم وبأنهم لا ينطلق من منطلقات شرعية لذلك هم أحكموا إغلاق عقولهم عن مثل هذه الأشياء، لكن هناك الكثيرين والكثيرين جدا هم في برزخ أو في منطقة محايدة ولم يحزموا أمرهم وهؤلاء هم المتعاطفون ومثل هؤلاء يحتاجون لاستنقاذهم من خلال خطاب متنوع وخطاب موضوعي وخطاب منطقي يحاول أن يفكك الشبهات الموجودة عندهم ويجيب على التساؤلات ويستل حالة الغضب أو القهر أو الإحباط حتى يعيدهم إلى جادة الصواب وهو ما يسير عليه الدعاة والواعظ. ورفض الداعية الدكتور علي المالكي وضع الدعاة والوعاظ في خانة واحد، مشيرا إلى أن منهم من كان يتعاطف مع أسامة بن لادن والقاعدة عندما كانوا يرفعون لواء الجهاد، لكن عندما تبين لهم أن قضيتهم ليست جهادا إنما قتل وسفك لدماء وتفجير وتكفير فإنهم سارعوا للتراجع والتبرؤ. معتبرا أن رمي بعض الدعاة بتهمة عدم التراجع أو التبرؤ غير صحيحة ومنطقية، مشيرا إلى أن عدم تراجع البعض من المتعاطفين قلة ولا يمثلون الدعوة الوسطية، مؤكدا أن جل العلماء والدعاة تراجعوا وأعلنوا براءتهم وعودتهم بشكل صريح وواضح وعلني، داعيا البعض ممن لم يعلن تراجعه أو براءته علنا بالسير على منوال هيئة كبار العلماء في البراءة أو العودة علنا إذا كان من المتعاطفين إبراء للذمة والإفساد على المتطرفين المستغلين لمثل هذه الأمور لتدمير البلاد وإشاعة الفوضى والفتن بالتكفير والتفجير تحت شعار الجهاد.