يوقع ثلاثة عكاظيين كتبهم في معرض الرياض الدولي للكتاب، مساعدا رئيس التحرير الناقد سعيد السريحي، والشاعر هاشم الجحدلي، والكاتب العكاظي شايع الوقيان، حيث يوقع السريحي كتابه «غواية»، والجحدلي ديوانه «دم البينات»، والوقيان كتابه «الفلسفة بين الفن والإيدولوجيا». واعتمد السريحي في كتابه، الذي صدر عن نادي الرياض الأدبي، على تركيبة من المناهج تجمع بين التأويل وتفكيك الخطاب، كاشفا من خلال ذلك عما استبطنته تسمية «القهوة» من توق لمسماها القديم، حين كانت تطلق على «الخمر»، وهو الأمر الذي قاد الشعر الذي دار حولها إلى الحقل الدلالي المعجم الخمريات في الوقت الذي أغرت فيه تلك التسمية فقهاء العصر بتحريم شربها وحد شاربها حد الخمر. وانتهى السريحي إلى ما يمكن أن يكون الغاية من تأليف الكتاب حين أشار إلى أن التسمية لا يتوقف دورها عند التعريف بالمسمى كما يريد لها من يطلقها أن تكون، بل تتجاوز ذلك لكي تتلبس المسمى فتمنحه ما تبطنه من دلالات ومعان لا يبرأ منهما كلما ورد ذكره، فيكون له من السمات ما يوحي به الاسم، ومن التاريخ ما يحيل عليه الاسم، ومن الأحكام ما يتصل به ذلك الاسم، فهو (أي الاسم) ليس مجرد تعريف بالمسمى بل هو تعيين لهويته، أو الهوية السابقة على وجود الشيء، والتي لا يلبث أن يتماهى معها، فتكون هي الأصل السابق له في الوجود، ويكون التمظهر لها في عالم الوجود. ويضم كتاب الجحدلي شتات تجربته الشعرية مجسدة في 20 قصيدة، حيث صدر الكتاب بعد 20 عاما من الانتظار، وصدر عن نادي حائل الأدبي ودار الانتشار العربي في بيروت، ومن القصائد التي حملها الديوان: غزل شمال، سدرة ما، تهافت النهار، معلقة المرأة، وفي بدايته كتب في الإهداء: (إلى أبي أبي فقط). أما الوقيان فإنه يؤكد في كتابه، الصادر عن نادي الرياض الأدبي بالتعاون مع المركز الثقافي العربي، أن طريق الفلسفة الآن سالك ويدعونا لكي نمر عليه لكي نصل منه إلى إبداعنا الخاص، ليس كمجموعة من البشر تسمى العرب، بل كبشر وحسب لهم الحق في أن يبدعوا. ولكن هل نلقي باللائمة على المركزية الغربية وحدها، والتي ما تفتأ تجرنا إليها جرا، رغم تحللها اليوم؟!. إن تحللها وتفتتها وبقاءنا، رغم ذلك، نطوف حول أشلائها، دليل على أن المشكلة كامنة فينا نحن. إننا لا نريد أن نبدع أساسا، ويكفينا أن نتهافت ونتسابق على استجلاب الأفكار الغربية إلى بلداننا لكي نرى من خلالها إلى واقعنا!. إن واقعنا ملك لنا، حتى ولو كان واقعا فضفاضا، حتى ولو كان واقعا مزيفا، وهل كشف الزيف ورفعه إلا من أهم المهمات الفلسفية؟!.