قتل أربعة أشخاص وأصيب 40 آخرون برصاص الشرطة خلال تفريق تظاهرات طالبت بسقوط النظام بعد ظهر الجمعة وليلا في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن حسب مصادر طبية أمس. وقد أصيب الضحايا خلال تفريق تظاهرة في حي المعلا، كما أفاد شهود. وقال أحد سكان الحي طالبا عدم الكشف عن هويته «عاش المعلا ليلة دامية أشبه بليلة حرب كان أبطالها قوات الحرس الجمهوري مستهدفين شبابا أبرياء عزل قاموا بالتعبير عن آرائهم». وبهذه الوفاة يرتفع إلى 16 عدد القتلى في عدن منذ بداية تظاهرات الاحتجاج في 27 يناير (كانون الثاني) ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتولى الحكم منذ 32 عاما. وتقدم المتظاهرون باتجاه ساحة كبيرة وسط المدينة تتمركز فيها قوات حكومية لكنها منعتهم من التجمع في الساحة وأطلقت عليهم الرصاص الحي. وتقول المصادر الطبية إن 21 شخصا أصيبوا برصاص القوات الحكومية ولم تتمكن سيارات الإسعاف من نقلهم للعلاج إلا في وقت متأخر بسبب استمرار إطلاق النار في حي المعلا. وفي حضرموت جنوبي اليمن تجمع المئات من طلاب الجامعة أمام مكتب المحافظة فيما جابت مسيرة شوارع مدينة المكلا شارك فيها المئات ممن يطالبون برحيل السلطة الحالية. وفي محافظة عمران شمالي البلاد خرج عشرات الآلاف للمشاركة في مهرجان سموه مهرجان الحرية والتغيير للمطالبة برحيل النظام وفي العاصمة أدى حوالى مئة ألف شخص وفقا لأرقام المنظمين صلاة الجمعة في «ساحة الحرية» أمام جامعة صنعاء حيث ينفذ مئات المعارضين اعتصاما مفتوحا وسط حضور نسائي كبير . ورفع المشاركون في ما أطلقوا عليه «جمعة الانطلاق» شعارات مناوئة للسلطة أبرزها «لا حوار إلا بإسقاط النظام». إلى ذلك أعلن شيوخ من قبيلتي حاشد وباكيل اليمنيتين في مهرجان في عمران أمس انضمامهم إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، بحسب ما أفادت مصادر قبلية. وقال حسين عبدالله الأحمر، أحد قادة حاشد التي تعتبر أقوى قبائل اليمن وينتمي صالح إلى فرع من فروعها التسعة «أعلن استقالتي من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم» الذي يقوده الرئيس اليمني. وأضاف أمام الآلاف من المشاركين في المهرجان وبينهم شيوخ كبار من قبيلة باكيل التي تعتبر ثاني أقوى القبائل اليمنية وأكبرها أن استقالته جاءت نتيجة «قمع المسيرات والاحتجاجات السلمية في تعز وعدن وصنعاء». من جهة ثانية اتهم نائب رئيس البرلمان الشيخ حمير عبدالله الأحمر أمس الأمن القومي (المخابرات) بمحاولة اغتيال أخيه الشيخ حميد الأحمر الذي ينادي بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح بتهمة «الخيانة الوطنية» فيما اتهمت وزارة الداخلية أبناء الشيخ الأحمر بإطلاق الرصاص على مدنيين اثنين واختطاف آخر.