قتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من 30 آخرين في المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة عدن مساء الجمعة للمطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وقالت مصادر محلية وصحافية إن بين القتلى سالم باشطح مدير المنطقة الأولى للكهرباء في المعلا. وشهدت منطقة المعلا حالة من التوتر حتى ساعة متأخرة من الليل حيث قامت قوات الأمن بقصف عشوائي على المحتجين. وأكد مصدر رسمي سقوط ثلاثة قتلى وإصابة آخرين دون تحديد عددهم. وقال ان من بين القتلى جندي وحمَّل الحراك الجنوبي مسؤولية القتلى والجرحى، على الرغم من تأكيدات ان المظاهرة لم يرفع فيها اية شعارات انفصالية. هذا واعتصم المئات أمس أمام بوابة محافظة عدن في شارع المعلا للتنديد بما أسموه "مجزرة " بحق المتظاهرين وسكان المنطقة الذين أصابهم الرصاص. وبدت بعض مناطق عدن شبه خالية من أي حركة بشرية، حيث امتنع العديد من سائقي المركبات عن إيصال المواطنين، فيما فضل العديد من الموظفين الحكوميين والعاملين في القطاع الخاص البقاء في منازلهم خوفا من أي اشتباكات. وأكدت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في عدن أن قمع المتظاهرين خلال الفترة من 16-21 من الشهر الجاري أسفر عن مقتل أكثر من (20) متظاهرا وإصابة (124) آخرين على خلفية تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام. الى ذلك اعلن عدد من مشائخ قبيلة حاشد اكبر قبائل اليمن وقبيلة بكيل ثاني اكبر قبيلة في اليمن امس انضمامهم للتظاهرات المطالبة باسقاط نظام الرئيس صالح. وفي مهرجان كبير شارك فيها عشرات الالاف في محافظة عمران معقل حاشد اعلن حسين عبدالله بن حسين الأحمر استقالته من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم . وقال الاحمر في المهرجان الذي حضره عشرات من مشائخ حاشد وبكيل :"أعلن استقالتي من الحزب الحاكم وتطهري من مؤتمر الفساد وادعوا كل شرفاء اليمن لإسقاط النظام". وعلى صعيد التوتر في العلاقة بين أولاد الشيخ الأحمر والنظام ، كشف حمير الأحمر نائب رئيس مجلس النواب والقيادي في المؤتمر الشعبي الحاكم عن مخطط يستهدف قيادات المعارضة اليمنية في العاصمة. وقال في بلاغ صحفي أن أفراد حراسته ألقت القبض على عناصر تابعة للأمن القومي كانت تقوم بأعمال الرصد والمراقبة حول المنازل وتتابع تحركاتهم. وأضاف ان حراسته وجدت في سيارة تابعة لعناصر من الأمن القومي "عدد من الصور وخرائط تفصيلية جوية لمنازل بعض قيادات المعارضة ومنها منزل الشيخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب بشكل يشير وبوضوح إلى وجود مخططات لمهاجمة هذه المنازل, بالإضافة إلى وجود أسلحة مختلفة ووثائق وتصاريح مصدرها الأمن القومي تسمح بمرور السيارة بما تحمله من أسلحة وأجهزة رصد وتعقب من كافة النقاط الأمنية". وأكد البلاغ أنه بمجرد "وقوع الحادث والقبض على هذه العناصر حضر على الفور إلى مكان الحادث وكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد عبد الله صالح بصحبة عدد من الأطقم التابعة لرئاسة الجمهورية, والذي يبدو أنه كان متابعا لعمل هذه الوحدة ويشرف عليها , وقد قاموا بأخذ السيارة ورفض استكمال تفتيشها". وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية صرح مساء الجمعة ان مواطنين اثنين أصيبا برصاص عدد من مرافقي حميد عبدالله حسين الأحمر وشقيقه حمير، في العاصمة. وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) " إن عددا من مرافقي الأخوين حميد وحمير الأحمر اطلقوا النار بعد صلاة الجمعة على المواطن صبري محمد الذرحاني 35 عاما والمواطنة تقية محمد الصرمي 50 عاماً بالقرب من مطعم الحلواني عند جولة 14 أكتوبر بصنعاء لأسباب ما زالت غامضة". واتهم المصدر مرافقو حميد وحمير الأحمر باختطاف مواطن ثالث. ونفى الاحمر ذلك واعتبرها مغالطة ، داعيا الى سرعة "محاسبة من قاموا بالمراقبة والتجسس بدون مسوغ قانوني, والتخطيط لاستهداف الشخصيات الوطنية, والكشف عن تلك المخططات والتي من شأنها إحداث الفتنة وإقلاق السكينة العامة وتهديد السلم الاجتماعي. الى ذلك استمر الآلاف في اعتصامهم في عدد من المدن مثل صنعاء وتعز كما خرجت تظاهرات في مدن اخرى تطالب برحيل النظام.