عرف الفن التشكيلي على مر العصور أنه الفن الذي يؤخذ من الواقع، ويصاغ بصياغة جديدة وتشكيل جديد والفنان هو الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال آخذا مفرداته من محيطه ولكل إنسان رؤية ومنهج، وتميز منتصف القرن التاسع عشر بتحول حاسم في ميدان الفن، نتيجة للتحول في المجتمعات إلى النظرة المادية الواقعية، مما استوجب ظهور ما يسمى بالاتجاه الواقعي في الفن. فكان نتيجة ذلك أن أهملت الذات في سبيل الموضوع، فلم يعد الاهتمام بالخيال بل رصد الواقع دون تدخل للمشاعر والوجدان والإلهام والميول الشخصية لدى الفنان. ومع مرور الزمن وتعاقب الأجيال التشكيلية عرفت المدرسة الواقعية في الفن بأنها وسيلة لنقل كل ما في الواقع والطبيعة إلى عمل فني طبق الأصل، فهي مجمل رصد لحالات تسجيلية كما اقتضاه الواقع من حيث الظروف السياسية والاقتصادية والدينية في أي عصر كما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقع معين ما يخص المجتمع. وقد تدخلت عواطف وأحاسيس الفنان في رصد هذه الأعمال فكان هناك الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية. وأهم فناني المدرسة الواقعية إدوارد مانييه، «هونوريه دومييه». إن الدور الأهم الذي يميز المرحلة الواقعية توثيقها لمجمل الشخصيات التي لها وزنها الاجتماعي والسياسي والديني في أية مرحلة، ومنها تندرج الكثير من أعمال الكلاسيكيين التي تهتم بالطبيعة والبورتريه ورسم المزهريات والطبيعة الصامتة. ويعد الفنان الإيراني أيمن المالكي من أشهر رسامي الواقعية في العالم الإسلامي الذي ولد في عام 1976 في طهران واستطاع من خلال طيات السجاد الإيراني وشعر الفتيتات المتناثر وبقايا الطباشير على جسد الطفلة أن يدهش العالم بتركيزه على التفاصيل والانفعالات الدقيقة لتوحي للمتلقي أنه أمام مشهد حي ينبض بجماليات الخالق ببعد فني اشتهر به الفنان عن غيره.