حيثما تهطل الأمطار وتنمو الأعشاب تكون وجهتم قاطعين آلاف الكيلومترات بحثا عن الماء والكلأ إنهم مربو الماشية، ويتجلى هذا المشهد في قرى محافظة الوجه التي استقبلت العشرات من مربي الماشية من مختلف مناطق المملكة بعد أن اكتست أراضي تلك القرى وجبالها بالغطاء الأخضر في موسم يعد من أهم مواسم الربيع على مر عقد من الزمان، ولقد حرص البعض على اصطحاب أفراد أسرته للعمل في رعي الأغنام خلال موسم الربيع. ورحب سكان قرى الوجه بمربي الماشية وقدموا لهم العون والمساعدة في رحلتهم التي تكبدوا فيها الكثير من المشاق. وأشار المواطن سعود الشمري إلى أنه أتى من أطراف منطقة حائل قاطعا ما يزيد على 700 كم بعد أن سمع بالربيع والعشب الوفير في قرى الوجه وقام بنقل ماشيته التي تقدر بأكثر من 1200 رأس من الغنم بواسطة شاحنات كبيرة إضافة لإحضار صهريج كبير وخيام للتأمين موقع يبقى فيه مدة شهر وعندما ينمو العشب في مواقع أخرى من المملكة ينوي التوجه إليها، وأثنى على تعاون سكان قرى الوجه الذين قدموا لهم العون والمساعدة في تنزيل ماشيتهم من المقطورات وجلبوا لهم الماء والغذاء. من جهته، أوضح المواطن فهد العنزي أنه اتفق مع عدد من أقاربه من مربي الماشية للتوجه من القصيم باتجاه قرى الوجه نظرا لظهور العشب على مساحات واسعة وغير مسبوقة منذ عدة عقود، ونوه إلى أن عادة مربي الماشية الارتحال بحثا عن الكلأ لحلالهم خصوصا من يمتلكون أعدادا كبيرة من الماشية من أجل الاستغناء خلال موسم الربيع عن شراء الأعلاف التي تكلف مربي الماشية مبالغ طائلة خصوصا مع الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف ونتوقع أن يكفي الربيع حلالنا لأكثر من شهر بعدها نعود إلى ديارنا. وأكد عدد من سكان قرى الوجه أن حجم الربيع لهذا العام لم يسبق له مثيل منذ عقد من الزمان الأمر الذي ساعد أهالي القرى على توفير العلف لماشيتهم دون الحاجة لشراء الشعير والبرسيم، كذلك توافد عدد كبير من مربي الماشية من مختلف مناطق المملكة للرعي في المناطق التي غطى الربيع مساحات شاسعة من أراضيها. وأوضح المواطن علي البلوي من سكان قرية الكر بأنه شاهد مجموعات من مربي الماشية أتوا منذ بداية ظهور الربيع يحملون ماشيتهم على ظهور المقطورات الكبيرة ويقدر عدد الحلال الذي تم نقله لقرى الوجه بأكثر من 50 ألف رأس من الغنم.