برغم أن بلادنا أول دولة في المنطقة تنشئ وزارة مستقلة باسم (وزارة التخطيط) وأول دولة في هذه المنطقة تعتمد الخطط الخماسية لمشاريعها التنموية الشاملة، وقد بدأ ذلك في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز (يرحمه الله) قبل حوالي أربعين عاما.. إلا أن ما تم تحقيقه على مدى تلك العقود لا يتناسب مع طموحاتنا وتطلعاتنا وإمكاناتنا. أتحدث عن جانب (تخطيط المدن)، وهو جزء مهم وأساسي من الخطط التنموية الشاملة.. ومن بديهياته البدء في تنفيذ البنى التحتية قبل كل المشاريع الأخرى، وعدم القيام بأي مشروع آخر إلا بعد اكتمال مشاريعها، ومنها الكهرباء، والمياه، وشبكات تصريف مياه السيول والأمطار والصرف الصحي، والهاتف، وخدمات الإيواء، وخدمات الطوارئ، والجسور والأنفاق، ورصف الشوارع وإنارتها.. فلماذا نحن مستثنون من هذه القاعدة؟!. هناك مخططات وأحياء (في محافظة جدة) مكتظة بالسكان، ونسبة المباني في أكثرها تصل إلى 90 % لا تزال محرومة من الخدمات الأساسية، لا سيما المياه والهاتف الثابت والصرف الصحي، وعدم رصف وإنارة بعض الشوارع، كما في معظم أحياء شمال المحافظة (على سبيل المثال)، وهي من الأحياء الحديثة التي يسهل تنفيذ مشاريع البنى التحتية فيها دون عوائق.. مما يدعو للتساؤل!. كما نجد في معظم الأحياء والشوارع أن الكهرباء تحفر (لوحدها) والهاتف يحفر (لوحده) ومشاريع الصرف الصحي لا تعترف بكل هذا وذاك وتقوم بتكسير الشوارع (بعد سفلتتها ورصفها وإنارتها) داخل الأحياء وخارجها، وتعطل حركة السير وتترك حفرها تهدد المارة وتشوه الشوارع والأحياء، وكم من المآسي حدثت بسببها. لقد تحدث الكثيرون في هذه الجوانب وغيرها منذ أول خطة تنموية، وأبدوا ملاحظاتهم ومرئياتهم بشأنها إلا أن أحدا لم يستمع إليهم، برغم ما تحمله من أفكار ودراسات هامة، وقد كان بالإمكان تلافي الكثير من المشاكل والعقبات والتعطيل لو تم الأخذ بجزء منها قبل أن تصبح حلولها أكثر تعقيدا وتكلفة. إن مشاريع الخطط التنموية (بعد كل هذه السنوات المهدرة) تحتاج إلى: (1) تغيير ثقافة ومفهوم الخطط التنموية بما يواكب المستجدات العصرية. (2) وضع استراتيجية متطورة للدراسة والإعداد تعتمد على التقنيات والأساليب العلمية الحديثة. (3) انتقاء الكفاءات الموثوق بها للإدارة والتنفيذ وفق معايير محددة من المقدرة والمسؤولية. (4) ترتيب أولويات التنفيذ، بحيث تسبق البنى التحتية كافة المشاريع الأخرى. (5) أن يكون العمل (في هذه المرحلة) لإنجاز البنى التحتية على مدار الساعة دون توقف (نظام الورديات). (6) إيجاد رقابة مستمرة ذات مسؤوليات وصلاحيات واضحة ومحددة على إدارة وتنفيذ المشاريع. (7) وضع عقوبات قانونية حاسمة وملزمة (لا تستثني أحدا)، على الأفراد والجهات التي تتسبب في التأخير والتعطيل والتشويه والاستغلال. (8) عدم إغفال أهمية دور الصحافة والإعلام، والتعامل معها بإيجابية تامة. لعلنا بذلك نعوض ما تم هدره وإضاعته على مدى السنوات الماضية، وإيجاد واقع تنموي جديد للسنوات القادمة.. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة