تولي الجهات المعنية جهودا جبارة ودور فعال في دحر مروجي سموم المخدرات الفتاكة فكم أسقطت من خلايا ومروجين قاطعين بذلك الطريق على متربصي الشر بشباب مجتمعنا .. فالكميات الكبيرة التي يتم ضبطها من حين لآخر على ثغور بلادنا مؤشر حقد دفين على شباب المجتمع السعودي. فتعاطي المخدرات ظاهرة خطرة تعاني منها كل المجتمعات .. ذلك الداء وتلك العلة التي ابتلي بها كثير من شباب مجتمعنا ذكورا وإناثا للأسف تفشت بشكل كبير بين أطيافهم وانتشرت كداء استشرى في عمود المجتمع وهم شبابه، تشل تفكير المستخدم فهي مدمر العقول ومشتت الأسر ومعطلة التنمية بضياع الشباب وانسياقهم في دوامة التعاطي لتلك السموم، وكما أنها تؤدي إلى إضعاف نفوس الشباب وجعلهم عاجزين عن العمل وتحطيم الروح المعنوية لديهم، فهي بذلك تساعد على إيجاد نوع من البطالة.. كم أودت بمستخدمها إلى السجون والزنازين، وكم أودت سموم المخدرات بمستخدميها إلى المهالك وسوء الخاتمة.. وما يسترعي الانتباه هو المفعول العجيب الأثر السريع والفعال على عقول مستخدميها .. فلم نكن نسمع بالآثار البشعة التي نسمعها اليوم بفعل سموم المخدرات. ما يدل على تغير خطير وفتاك في مكونات وتركيبات تلك السموم لتصبح أكثر خطرا واشد فتكا وأسرع أثرا وإدمانا.. فالتأثير في السابق أحادي لا يتعدى المستخدم أما اليوم فالأثر والضرر يتعدى المستخدم ليطل ببشاعة على البيئة المحيطة له وبالتالي يكتوي مجتمع كامل من ذلكم الضرر .. فما يعتري مستخدم حبوب (الكبتاغون) على وجه الخصوص اليوم من اضطرابات نفسية تتمحور حول الشك والريبة والخوف الملازم لذاته المتورمة وتفكيره المشروخ يجعله فردا معطلا بل وضارا أيضا .. كما تؤدي إلى اضطرابات في إدراكه الحسي وضعف في حواسه الخمس وتثير القلق والاكتئاب والوسواس والتوتر هذا في الجانب النفسي، وأصحاب الاختصاص لديهم الكثير من الإضافات في هذا الشأن .. ولكن المخيف حقا هو ما يحدث للشباب المبتلى بهذا الداء من عطب مفاجئ ليتحول بين عشية وضحاها من شاب عادي إلى هائم على وجهه يسيح في الشوارع دون إدراك ولا وعي. وهم في كل شارع وعلى كل رصيف هائمون بلا وجهه ولا هدف. مجردا من القيم الأخلاقية والدينية منزوع الإرادة والاحترام. ويصبح إنسانا سطحيا غير موثوق فيه، إنسان مهمل ومنحرف سيئ الخلق والخلقة .. وتسوء علاقة الزوجية وتزداد معاناته من المراقبة الوهمية والتهيؤ ويتجلى حديث العقل الباطن على تصرفاته وانطلاقا من هذا الناتج الطبيعي وتلكم المعطيات لسلوك المتعاطي يبدأ الخطر على المجتمع. بتفكك الأسر وتشرد الأطفال ليكونوا عرضة للسلوك غير السوي .. ولقمة سائقة في أفواه المتربصين بعباد والبلاد. وما نحتاجه هو أن تتضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة وكل مؤسسات المجتمع المدني في التصدي لتلك الآفة، كما أن بث رسائل التوعية عبر وسائل الإعلام بكل أشكاله في تحذير الناشئة من أضرار المخدرات، فللإعلام الأثر البارز دائما في دفع عجلة التوعية والتوجيه. ياسر أحمد اليوبي - مستورة