منذ بزوغ فجر الإسلام وانتشاره بشكل واسع في أنحاء المعمورة وهو محط أنظار أعدائه الذين يتصيدون الفرص للقضاء على هذا الدين القويم، وقد سلكوا لهذا الهدف الكثير من الطرق، وابتكروا الكثير من المحاولات المحمومة للنفاذ إلى شباب الإسلام الذين يشكلون القوة لهذا الدين من أجل طمس معالمه في نفوسهم وزعزعته عن كيانهم، ليبقى الإسلام ضعيفاً كما يخططون ويبتغون، ومن محاولاتهم الشرسة الموجهة إلى شباب الإسلام إيصال «المخدرات» إلى أيديهم وترويجها بينهم ليقعوا في شراكها ويصبحوا بذلك أسرى لإدمانها. ما من شك في أن للمخدرات أثرها العميق وخطرها المحدق بمن يتناولها، فهي سموم فتاكة تهوي بمتعاطيها في غياهب الضلال ومتاهات الضياع، ويكفي أنها تنزل بالإنسان، الذي كرمه الله وأحسن خلقه ومنحه العقل، إلى منزلة الحيوان، فتخال الشخص المدمن كالبهيمة لا يعقل ولا يعي ما يقول ولا يشعر بمن حوله، ناهيك عما تسببه هذه السموم من أمراض شتى لمن يتعاطاها، وقد يصعب بعدها العلاج. وهذا غيض من فيض مما تسببه المخدرات من أخطار ومساوئ، من هنا وجب علينا نحن أبناء الإسلام الاحتراس لمثل هذه المخاطر والسعي بإخلاص للعمل على محاربتها وطردها من مجتمعنا المسلم، وهناك طرق عدة للوصول لهذا الهدف النبيل، أولها البعد عن أوكار الفساد بالحذر من مجالسة ومخالطة أصدقاء السوء والبحث عن الأخيار والأصدقاء الصالحين، وهذا من مسؤولية الآباء بمتابعة أبنائهم والتأكد من نوعية الأصدقاء الذين يصاحبون أبناءهم. ثم يأتي دور المدرسة ببث روح الوعي بين الطلاب وتحذيرهم من هذه السموم ومخاطرها. ثم يأتي دور المجتمع بالتناصح والتعاون بين أفراده والوقوف مع الشخص المدمن لانتشاله من هاوية الضياع وإيصاله لبر الأمان عن طريق إرشاده ونصحه وعلاجه. ثم يأتي دور وسائل الإعلام المختلفة في تكثيف وتسليط الضوء على هذا الداء المدمر، الذي يسبب ضياع الفرد وتقويض أركان الأسرة، ومن ثم هدم المجتمع ككل، نتيجة تفكك وضياع الأسرة. وقانا الله شر هذه السموم والمفاسد، وحفظ ديننا ومجتمعنا من تلك الأخطار المحدقة، إنه سميع مجيب. [email protected]