شهد مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة البارحة الأولى ندوة تطبيقية أدارها علي الزاير وقدم خلالها المخرج أحمد النمر، والناقد البحريني أحمد الصايغ رؤية تحليلية لواقع المسرح الخليجي والعربي. وتحدث النمر عن بعض عروض المهرجان برؤية تحليلية تنطلق من خبرته الطويلة في مجال الإخراج، فيما أشار الصايغ إلى أن مفهوم النص المسرحي دائما ما يثير إشكالية عند مجموعة من المثقفين وخصوصا في فهمهم للنص المسرحي، وذلك من الناحية الأدبية، حيث يعرفه بعضهم بأنه مولود مصطنع وهناك من اصطنعه فهو نص في ظنهم لا يصلح للقراءة. وأضاف «نص مسرحية القاع التي عرضت خلال مهرجان الدمام هو نص مسرحي حواري يهيمن عليه الحوار على الحدث التصاعدي، حيث إن النص يحرك الخيال عند القارئ في تصوراته من خلال حوار يدور بين مجموعة من الممثلين محصورين في مكان واحد والذي هو قبو السفينة، ومن أهم مميزات النص، اختزاله للوقت في لحظات معدودة، حيث إن النص يتكلم عن فترة مضت من المعاناة التي عاناها أبطال المسرحية أو بمعنى أدق التي عاشوها في قاع السفينة تاركا الخيال لنا عما كان يعاني منه أبطال المسرحية قبل وجودهم في هذا القبو الذي سماه بالحجر الصحي والذي كان واضحا من خلال الحوارات بين الممثلين وهم في هذا المكان المعزول بسبب إصابتهم بمرض الجرب». وخلص الصايغ للقول إن الخطاب المسرحي يجب أن يكون ناقلا لنبض المجتمع، منفتحا على قضاياه وهمومه الفكرية، قادرا على أن يكشف لنا أحوال النفس البشرية وبشكل فني تمكنه طبيعته من الانفتاح على المجتمع حتى تصل الفكرة له بشكل واضح. وأكدت المداخلات في نهاية الندوة على الحماس والأداء الجيد للممثلين، كما أشارت إلى بعض نقاط الضعف مثل الموسيقى التي لم تكن مناسبة في بعض المشاهد، وكذلك نهاية العرض.