كشفت الأمسية التي نظمها أدبي الشرقية البارحة الأولى، تكريما ووفاء لرئيسه الأسبق عبد الرحمن العبيد الذي توفي قبل شهر، عددا من القصص المثيرة في حياة الراحل. وأشار الدكتور سعيد أبوعالي عضو مجلس النادي وممن رافقوا العبيد في رحلة تأسيس النادي في المنطقة الشرقية إلى حقيقة المسمى الذي ذكره العبيد في كتابه «الأدب في الخليج» عن الشاعر الذي يدعى «محمد العليني»، إذ يقول أبوعالي في ورقته التي قدمها في الأمسية إن هذا الشاعر الذي كتب عنه العبيد في كتابه هو غازي القصيبي، مبينا أن القصيبي استعار هذا المسمى أيام صباه، ولفت أبوعالي في ورقته إلى قصة إحراق العبيد لديوانه الشعري الأول، تورعا على حد قول أبوعالي. وأفرد في ورقته سيرة تاريخية للراحل منذ ولادته في الجبيل وتأثره بوالده ثاني المنصور، مستعرضا بعض جهوده التي رسخها في تلك المدينة ومنها صحيفة الجبيل. وأفاد أبوعالي في الندوة التي شهدتها الأمسية التكريمية، أن العبيد نظم أول قصيدة وهو في ال 14 من عمره عام 1365ه، وكان ينشر قصائده في جريدة الأحد اللبنانية، وكانت القصيدة الأولى تحية لثورة عمان ضد الاستعمار الإنجليزي عام 1957. رئيس النادي محمد بودي تناول في ورقته التي قدمها صفحات من كتاب الراحل (الأدب في الخليج)، وألمح بودي إلى أن المؤلف عمد في توليفة المادة العلمية للكتاب على المراسلات مع الأدباء والاتصال بهم مباشرة وتوجيه الأسئلة الصحافية لبعض منهم كما هو موجود في القسم الثالث من الكتاب، وزاد على ذلك بقوله إن الكتاب يمثل قيمة أدبية تاريخية مهمة. وأعلن بودي في نهاية ورقته، استعداد نادي الشرقية لطباعة كتاب العبيد (الأدب في الخليج العربي) ولاقت مبادرة رئيس أدبي الشرقية قبولا من إخوة وأبناء الراحل، الذين حضروا أمسية الوفاء. وسلط ممثل جماعة ذوق الأدبية محمد بن علي الزهراني الضوء على سيرة العبيد الأدبية والتاريخية، مطالبا الرواد الذين عاصروه وصاحبوه بأن يوثقوا بعضا من مؤلفاته وأشعاره ومواقفه التي لم تثبت في الكتب. وفي ختام الأمسية، ألقى ابن الراحل طارق العبيد كلمة تقدم فيها بالشكر لسمو أمير المنطقة ونائبه وإدارة النادي على هذا التكريم لفقيدهم الذي أسهم في تأسيس صرح أدبي بارز في المنطقة الشرقية يتمثل في النادي الأدبي، داعيا الله لهم المثوبة والأجر، ثم أهدى الحضور نسخا من كتاب والده الذي صدر أخيرا.