شعب له مطالب كبرى وجوهرية وصلت إلى حد المطالبة المستمرة بإسقاط النظام ورئيس النظام، وعندما لخصت قوى المعارضة مطالبها خلال لقائها مع نائب رئيس الجمهورية كان من بينها حرية الإعلام. الدكتور أحمد زويل، أحد أعضاء لجنة الحكماء، طرح خطة من خمس نقاط كان من بينها «تغيير كامل في منظومة الإعلام المصري» .. الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فقبل يومين تقدمت 24 منظمة حقوقية ببلاغ إلى النائب لعام للتحقيق مع وزير الإعلام بشأن التغطية المغايرة للواقع في الوسائل الإعلامية، خاصة التلفزيون الذي يشرف عليه بنفسه، كما وقع 503 من الإعلاميين والصحفيين بيانا أعلنوا فيه براءتهم أمام الشعب المصري من أسلوب تغطية وسائل الإعلام الرسمية للأحداث التي تشهدها مصر وحينما قابل ممثلو المتظاهرين نائب رئيس الجمهورية كان من أهم مطالبهم تغيير الخطاب الإعلامي الرسمي، بل إن هتافات المعتصمين في ميدان التحرير كانت موجهة بين وقت وآخر ضد وزير الإعلام وجهاز الإعلام وهذا ما يجلعنا نتساءل ونتأمل كيف صعد الإعلام إلى أهمية المطالب الكبرى، وكيف اعتبره شعب بأكمله خصما مهما ضمن خصومه الرئيسيين.. الإعلام الرسمي والخاص الموالي للنظام سقط سقوطا كبيرا خلال الأيام الأولى لأحداث مصر وكأنه غائب تماما عن حقيقة وجود إعلام جديد مواز يستطيع بسهولة وبسرعة فائقة نقل الحقيقة كما هي وحيثما كانت، ولولا الشعور بهذا الخطأ الفادح لما تغيرت لغته مؤخرا وأصبح أكثر قربا إلى العقل والمنطق، على الأقل ليس باستمرار الإصرار على مغالطة الواقع وتشويه الحقائق .. وقبل الأحداث، وخلال زمن طويل لم يكن هذا الإعلام مختلفا عن أي إعلام رسمي، إعلام بعيد عن حقيقة الرأي العام وهموم المجتمعات ومشاكلها، وهو بهذه الممارسة يضر السلطة ولا ينفعها كما يظن، ويسبب احتقانا متزايدا لدى الجمهور باستفزازه حين يفصل واقعا مغايرا للواقع الذي يعيشه الناس، وحين لا ينقل بأمانة تطلعاتهم ومطالبهم، ولذلك حين تنطلق أي شرارة تغيير فإن إعلاما كهذا لا بد أن يصبح أحد أبرز الخصوم.. في هذا الوقت لم تعد محاولات الإسراف في تزوير الواقع مجدية، ولا المبالغة في تجميله ممكنة لأن كل شخص يحمل في جيبه جهازا إعلاميا يستطيع البث الفوري بفضل ثورة الاتصالات التي كشفت للإنسان في كل مكان حقيقة العالم الذي يعيش فيه، وبالتالي على أجهزة الإعلام الرسمية أن تكون معتدلة حتى لا تتحول في يوم ما إلى خصم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة