بعد انقضاء العام الدراسي يكثر الحديث هذه الأيام حول نتائج الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية، ويتركز الحديث دائما حول مستوى التحصيل الدراسي للأبناء من قبل الآباء والأمهات ، وما يحكم هذا المستوى ويؤثر فيه ، فنجد مثلاً أن الكثير يقيمون مستوى تحصيل أبنائهم تقييماً عشوائياً ويوعزون ارتفاع التحصيل أو انخفاضه إلى ذكاء الابن أو قدراته العقلية ويغفلون كثيراً من العوامل الأخرى والتي قد تؤثر سلباً أو إيجابا على مستوى التحصيل الدراسي ، ولعلي هنا ومن خلال هذه الأسطر القليلة أتطرق إلى بعض العوامل التي تؤثر في التحصيل الدراسي والتي يجهلها ويغفل مراعاتها الوالدان والمربون في المدارس ، وسأكتفي بالحديث عن العوامل الخاصة بالطالب فقط . لا يمكن أن ينكر أحد أن الذكاء والقدرات العقلية لها أكبر الأثر على مستوى التحصيل الدراسي للطالب ، ولكن ما يخفى هو أن القدرة اللغوية هي القدرة ذات التأثير الأكبر، فالقدرة على فهم الكلمات وإدراك العلاقة بينها بطريقة تؤدي إلى الفهم الصحيح والقدرة على الاستدلال وهي ذات أهمية بالنسبة لرفع مستوى التحصيل العلمي . ومن العوامل أيضا الدافعية نحو التعلم فالدافعية يمكن أن ترفع من مستوى التحصيل الدراسي وذلك عندما يتم إثارتها لدى المتعلم ، وهنا يكمن دور المربي في إذكاء هذه الدافعية من خلال التذكير والتحفيز والإيحاء للمتعلم بأهمية التحصيل الدراسي في بناء المستقبل العلمي والعمل للطالب . ومن العوامل أيضاً مستوى الطموح لدى المتعلم فالذكاء إذا لم يصاحبه طموح لن يصل بالمتعلم إلى تحقيق ما يطمح إليه ، وبذلك لن يصل إلى التحصيل المرجو لتحقيق ذلك الطموح ، وهنا يكمن دور المربي في تذكير الطالب بأهمية الطموح والرغبة في النجاح والوصول إلى أعلى المرات . ومن العوامل التي تؤثر في التحصيل الدراسي الاتجاهات الايجابية نحو المؤسسة التعليمية ، فالطالب له رؤيته وله نظرته لمن يتعامل معه في المجال التعليمي والتربوي ، فكل ما يحمله من اتجاهات نحو ما يدور في المؤسسة التعليمة له تأثير عليه ، لذا يجب أن نحسن اتجاهات الطالب نحو المدرسة والمناهج الدراسية والمعلمين وأساليبهم التعليمية وزملائه وأقرانه فهذه كلها لها تأثير سلبا أو إيجابا على مستوى تحصيل الطالب الدراسي . وأخيراً من العوامل التي لها تأثير بارز وللأسف لا ندركها أو نتجاهلها العادات الايجابية في الاستذكار والتعلم ، فقد يرى كثير منا أبناءه يقضون أوقاتاً طويلة في الاستذكار والمذاكرة ، ولكن ذلك لا يتماشى مع النتائج المرجوة لتحصيلهم الدراسي رغم ما يبذلونه من جهد ، وهذا قد يرجع إلى طريقة الاستذكار التي يتبعونها ، فنحن بمجرد أن يمسك الابن بالكتاب نعتقد بأنه وصل إلى ما نرجو من المذاكرة دون أن نتعرف على طريقتهم في المذاكرة ، وهل هي مناسبة لقدراته ولطبيعة المادة الدراسية ؟ فمثلاً نحن لا ندري هل يذاكرون بالطريقة الكلية أو الجزئية ؟ وهل يراعون عامل النشاط الذاتي في المذاكرة ؟ وهل يراعون عامل الفهم والتنظيم وعامل التكرار المقترن بالانتباه ؟ وهل يتبعون طريقة التسميع الذاتي ؟ ... الخ وختاما يتضح مما سبق أن هناك عوامل خاصة بالمتعلم تؤثر على تحصيله الدراسي ، يجب مراعاتها ومتابعتها للوصول بالمتعلم إلى المستوى الذي يرضي طموحه وطموحنا . أسال الله عز وجل أن نكون عوناً بعد الله على زيادة تحصيل أبنائنا وان نقف سندا لهم في طريق اكتسابهم العلم والمعرفة . د/ فهد حماد التميمي