أجمع عدد من خطباء المساجد والعلماء والدعاة على أن الخطاب الديني قد قفز فوق مسألة إرجاع كارثة سيول جدة وباقي الأزمات للذنوب والمعاصي متناسين باقي الأسباب الجوهرية التي تسببت في هذه الأزمة. وأجمعوا في أحاديث ل«عكاظ»، أن الدعاة وخطباء المساجد قد اتفقوا على أن الفساد المالي والإداري هو السبب الجوهري والرئيس فيما حصل في جدة، وأيضا عدم أداء بعض القائمين على مشاريع تصريف السيول بأعمالهم والتقصير فيها، حيث قال الداعية الدكتور محمد موسى الشريف «لاشك أن الله يرسل هذه الآيات ابتلاء لعباده وتخويفا لهم وهناك حكم كثيرة من الكوارث التي تحدث». مؤكدا أن كارثة جدة جاءت ليست بسبب الذنوب والمعاصي فقط، بل إن من أبرز أسبابها هو الفساد المالي وعدم أداء الأمانة المنوطة بالقائمين على مشاريع تصريف السيول في جدة وتقصير البعض. مضيفا «الرشوة والفساد وصلت إلى حد التواتر وقد جاءت كارثة جدة الثانية لتدق جرس الإنذار بأن التغيرات التي حصلت من الكارثة الأولى على الثانية لم تكن كافية، وأنه يجب الأخذ على يد المفسدين ومعاقبتهم والإسراع بإيجاد مشاريع لضمان عدم تكرار الكارثة». ولم يستبعد الشريف الذنوب كأحد الأسباب، لكنه رفض تعميمها على المجتمع، مشيرا إلى وجود الصالح والطالح في كل المجتمعات لكن الخير يخص والشر يعم. واتفق الداعية والإعلامي الدكتور مسعود الغامدي مع طرح الشريف بأن الخطاب الديني في كارثة جدة الثانية لم يكن غاليا، بل كان معتدلا، وإن وجدت بعض الحالات الشاذة لكن الأغلبية أعادت كارثة جدة لأسباب عدة من أهمها الفساد المالي وعدم وجود مشاريع للتصريف. ولفت الغامدي إلى أن هناك أسبابا عدة لوقوع المصائب منها أن تكون ابتلاء للمسلم لرفع درجاته ومنها أن تكون عقوبة لبعض العاصين وكشف لبعض الفاسدين، معتبرا أن الدعاة قد ركزوا على كافة الأسباب بشكل وسطي وبعيد عن الغلو، مشيرا إلى أن بعض الكوارث قد تكون رحمة للعباد لتبين لهم بعض الأخطاء حتى يتجاوزها ويكتب لهم فيها أجر الصبر على الابتلاء. ورأى إمام وخطيب مسجد الملك عبد العزيز في جدة سعيد القرني أن ما حصل في جدة هو بقضاء الله وقدره، مبينا أن لكل شيء سبب وما حصل في جدة أخيرا له أسباب عديدة من أهمها قضية الفساد إضافة لابتلاء العباد، ورفض القرني القول بأن ما يحصل في جدة بسبب الذنوب والمعاصي وأن هناك أسبابا أهم وهي عدم وجود قنوات لتصريف السيول بسبب تقصير العاملين على هذه المشاريع.