تعجبت كثيرا من مقطع فيديو ظهر فيه سفير المملكة في القاهرة وهو يتحدث مع فتاة سعودية عاشت مع الكثير من السعوديين لحظات حرجة في ظل حالة انعدام الأمن والاضطرابات التي أصابت القاهرة والمدن المصرية وكانت تطلب من سفير بلدها أن يوفر لهم حلولا تؤمن لهم العودة بسلام إلى أرض الوطن، وقال قولا لا يقبله أحد «يا سلام عندك حلول»!! لا أعرف كيف وهو سفير خادم الحرمين الشريفين يتعامل مع أبناء بلاده بهذه الطريقة في ظرف صعب يتطلب تقديم العون والمساعدة والمؤازرة. يلقى المواطن كل الاحترام والتقدير في مجالس الملك وولي العهد والنائب الثاني ويعاملونه بكل الود وييسرون أمره قدر المستطاع، ويتعامل معه الموظف الحكومي الذي أؤتمن على الخدمة المقدمة للمواطنين بفوقية وسوء سلوك لا يقبله العرف الاجتماعي ولا الدين ولا الأخلاق. هذا شكل من أشكال إرباك العلاقة بين المواطن ومؤسسات الدولة وهذا نوع من أنواع إفقاد ثقة المواطن بالأجهزة الحكومية، وهو أمر لا يقبله ولاة أمرنا الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجلنا، وأعلم علم اليقين أن هذا التصرف يثير الغضب عند المسؤولين، لأن كرامة المواطن من كرامة الوطن. هذا ليس كلامي عندما أتحدث عن دور السفير إنه كلام الوالد الحبيب خادم الحرمين الشريفين الذي حض السفراء على الاهتمام بالمواطنين وشعرنا بلمسة أبوية وهو يوجههم في حديث شديد اللهجة بثته وسائل الإعلام، والتوجيه الملكي الكريم يهتم بتنفيذه رجل مخلص هو سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ولكن الحالات المخالفة لتعليمات الوزارة لا تمثل هذه الوزارة الرائدة إنما تمثل شخص السفير الذي انعكس سلوكه على العمل الذي يقوم به. سفارتنا في القاهرة فيها رجال مخلصون بذلوا مجهودات طيبة أثناء الأزمة ولكن هناك سلبيات أوضحها الإعلام وقالها من عايشوا الأزمة وعانوا من إهمال في بعض الجوانب و«زاد الطين بلة» هذا التصرف الذي لم يعكس أخلاقياتنا ولا إنسانية ملكنا الحبيب ولا اهتمام ولاة أمرنا بمشاعر المواطنين. عن قرب: المواطن أولا يا سفراءنا .. ليس بمنصبه ولا مكانته ولا اسمه ولكن ب «سعوديته». [email protected]