سجلت كاميرا هاتف نقال مشهدا داميا، أقل ما يوصف بأنه «مروع»، التقطه أحدهم من شرفة أحد البيوت في القاهرة عشية 28 يناير الماضي، ضمن ما بات يعرف بمواجهات «جمعة الغضب والحرية» في خضم الاحتجاجات المصرية المطالبة بسقوط النظام. وتابعت كاميرا الهاتف النقال حافلة بيضاء تسير في أحد الشوارع المؤدية على ما يبدو إلى ميدان التحرير في العاصمة المصرية القاهرة، كانت تنطلق بسرعة كبيرة، حين تعمد سائقها دهس مجموعة من المصريين. ولم تظهر الكاميرا طبيعة نشاط الضحايا في الشارع، وإن بدا أنهم من المتظاهرين المناوئين للنظام المصري، ولقد تسببت الحافلة في مقتل وجرح العشرات. وقع الفيديو، المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، بأيدي وزارة الخارجية الأمريكية، وتبين أن الحافلة تتبع السفارة الأمريكية في القاهرة، دون التحقق من هوية السائق أو السائقين، وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية والسفارة الأمريكية في القاهرة بيانا في هذا الخصوص الجمعة جاء فيه: «شاهدنا فيديو يزعم فيه أن سيارة تابعة للسفارة الأمريكية متورطة في حادثة دهس وهرب تسببت في إصابة العشرات في القاهرة.» وأشار البيان إلى أنه في 28 يناير الماضي، سرقت عدة سيارات خاصة بالسفارة الأمريكية في القاهرة، حيث «نمى إلى علمنا تقارير تفيد باستخدام السيارات في أعمال عنف وممارسات إجرامية. فإذا ثبتت صحة الأمر، فإننا نشجب هذه الممارسات ومرتكبيها.» يأتي هذا الفيديو بعد آخر، يصور حادثا مشابها، إذ سجلت كاميرا جوال في شارع 6 أكتوبر كذلك سيارة تابعة لقوات الأمن المصرية تخترق مسيرة تظاهرية سلمية، وتعمد إلى دهس الناس، وذلك ضمن ظاهرة مربكة لسيارات أو حافلات تسير بسرعة كبيرة في الشوارع التي تشهد التظاهرات في مصر متعمدة اختراق صفوف المتظاهرين، متسببة في إشاعة الرعب والترويع وسط الناس. يشار إلى أن العديد من شبكات التلفزة العالمية بدأت تبث هذه المقاطع التي يتم تحميلها من الإنترنت، وتقديمها إلى الجمهور مرفقة بتحذيرات على غرار: «نود أن نلفت انتباهك إلى أن الفيديو التالي فيه مشاهد مؤلمة!».