مع غياب الرقابة جعل هوامير العقار، المدينةالمنورة التي وصفت ب «أنها أرض ذات نخل بين لابتين» مدينة جرداء من بساتين النخيل، ولا يبكي سكانها على بستان أزيل لمصلحة عامة، ولكن يبكون بأسى بالغ بساتين أزيلت، وأشجار نخيل أحرقت لتشيد عليها فلل سكنية ومنشآت سكنية، هذا الواقع وصفه عدد من سكان المدينةالمنورة ب «المر» و «المحزن» وأكد عدد من السكان ضرورة التذكير بالحاجة لبساتين النخيل كمناظر تحتاجها العيون وتأنس بها النفوس. وقال فيصل العوفي «أصبحت معظم المزارع في المدينةالمنورة، من الذكريات الجميلة التي لم يعد لها أثر إلا القليل منها، والتي رفض ملاكها التفريط بها، فبعدما كانت طيبة الطيبة تشتهر بجمال نخيلها ووفرته، أصبحت تطلب ود المناطق المجاورة لتوفير التمور لها. وفي المقابل أوضح سالم السناني أحد سكان منطقة العيون الزراعية أن أحياء قباء، قربان، العوالي، شوران والعيون، كانت من أشهر مناطق التمور في المدينةالمنورة، كان الزوار يقصدونها للتزود بالتمور، وقضاء ساعات جميلة تحت ظلال النخيل، خصوصاً أن أغلبها تقع بالقرب من الحرم النبوي الشريف، لكن مع مرور الزمن تحولت هذه المناطق إلى مبان سكنية. من جانبه قال حامد عيسى الفريدي صاحب إحدى المزارع القليلة المتبقية في منطقة قباء «تمتاز كل من قباء وقربان والعوالي بمواقع استراتيجية، جعلت الكثير من المستثمرين يرغبون امتلاك أراض في هذه الأماكن» وبدأ هوامير العقار في إعطاء أسعار خيالية حفزت أصحاب كثير من المزارع على بيعها لملاك جدد، يعملون على حرق النخيل وإهمال المزرعة، وتحويل صك أرضها من النوع الزراعي إلى السكني، واتبع بعد ذلك الكثير من محبي الاستثمار في هذه المناطق، نفس الخطوات لإعطاء صورة مغايرة للجهات المختصة، تثبت عدم صلاحية المزرعة، ندرة الماء وموت النخيل، وتمكن العديد منهم من الحصول على صكوك جديدة تمكنهم من إنشاء مبان، وطالب الفريدي بدراسة هذا النمو العمراني على حساب بساتين النخيل، محذراً من خطورة الأمر الذي بات يحتاج إلى ضوابط جديدة تمنعه وتحد منه.