• لم تتوقع دول الجوار التي سبقتنا في رياضة السيارات والدراجات النارية، أن تكون المملكة هي الرائدة في مجال رياضة السيارات الصحراوية، خلال فترة زمنية قياسية لم تتجاوز العامين فقط. • كانت حائل المدينة السعودية، والشرق الأوسطية، بل البوابة الرئيسة لتكون عاصمة الراليات الصحراوية في القارة الآسيوية حسب التصنيف الدولي في عام 2008. • وأسهم كل هذا النجاح والمنجز الذي تحقق لرياضة السيارات لإشهار الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية بعد أن أثبتت القدرات البشرية السعودية قدرتها على إدارة الحدث العالمي المهم باحترافية تنظيمية، فنية، تسويقية، إعلامية، بشكل مبهر حول رالي حائل من المحلية للعالمية بصورة عكست طموحات وتطلعات صاحب الفكرة سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن الذي كان يقرأ الميز النسبية لمدينته، من خلال الرمال الذهبية التي تتمتع بها حائل الجبل، والسهل، وحائل الرمال، فكانت البداية لتحويل الهواية لصناعة، وثقافة فكان الإنجاز. • واليوم ينطلق رالي حائل بوجه آخر، ومختلف عن كل البطولات السابقة، بعدما أصبح بطولة دولية مستقلة بعيدا عن تصفيات «الباها» المؤهلة لبطولة العالم على غرار رالي دكار بمراحله السباقية، ونقاطه التتبعية في لغة الرالي الفنية. • لكن المحزن في هذا الحدث أن نفتقد المهندس مشعل السديري رئيس الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية السابق الذي قدم اعتذاره عن مواصلة العمل في الاتحاد بعد عامين من مساهمته الفعلية على أرض الميدان في نقل رياضة السيارات في المملكة من محليتها التي لا تتجاوز سباقات «التطعيس» التقليدية في بيئتنا الرملية أو الصحراوية نحو «العالمية» التي يبحث عنها المهندس. • مشاريع ضخمة تولى دراستها، وفتح أبوابها من أجل الوصول برياضة السيارات والدراجات النارية نحو الشعبية الجماهيرية التي تستحقها، بل يبحث عن مواكبة العمل الفني، والإداري الذي ينفذ في أوراق اتحاده من خلال صناعة الأبطال المحليين، بشكل تسويقي وإعلامي يعكس الرؤيا الاحترافية التي يتمتع بها في تقديم جيل جديد من الأبطال بعد أن توقفنا لسنوات طويلة عند البطل السعودي المعتزل عبدالله باخشب. • اختصر المهندس الزمن، ومرحلة التأسيس، أو البدايات كما تروق للبعض تسميتها، وأسس البنية التحتية لرياضة السيارات بشكل ملفت، وبارز، وسريع فكانت البداية نشر ثقافة الراليات وتحويل المشاركين الهواة لمحترفين، وجلب أبطال العالم للمشاركة في رالي حائل لكسب خبراتهم، ومعرفة إمكاناتهم، وقدراتهم المهارية، والتنافسية من أجل شباب الوطن، ونشر رياضته التي أحبها، واحترف من أجلها، وراهن على تأسيسها في وطن لا يرضى إلا بالريادة والتميز. • كنت شاهدا على عصر مراحل البدايات، وصعوبات التأسيس التي بذلها أبو بدر وننتظر التكريم المستحق لشخصية رياضية رالية «حائل» وأهلها أولى بتكريمه.