ينظم مركز المودة للتوجيه الاجتماعي والتوجيه الأسري حاليا سلسلة محاضرات «إحياء مكارم أخلاق الأسرة» بالتعاون مع إدارة المسؤولية الاجتماعية في دلة البركة، وتتضمن 12 محاضرة نسائية منذ بداية العام الهجري الحالي ولمدة ستة أشهر. وأوضح الأمين العام للمركز زهير بن عبدالرحمن ناصر، أن السلسلة تتناول عدة موضوعات مهمة للأمهات، تتضمن رسائل تربوية هادفة ونصائح أسرية متميزة تساهم في تحقيق الترابط في الحياة الزوجية بمشاركة نخبة من المتخصصات في القضايا الاجتماعية، مشيرا إلى أن السلسلة تميزت عن سابقتها بأسلوبي الطرح والعرض والتركيز على معالجة القضايا والمشكلات المهمة، وتغطية أحياء جدة لتعم الفائدة وتحقق الرسالة. وأكد أن لمركز المودة عدة برامج للإصلاح الأسري والمحافظة على استقرار الأسرة وتماسكها، منها: الإصلاح الأسري، الاستشارات المباشرة والهاتفية، دورات لتأهيل الشباب والفتيات للحياة الزوجية، دورات تأهيل المرأة للقيام بدورها كزوجة صالحة، إصدار المطويات والنشرات لتوعية الأسرة، إقامة محاضرات في الحياة الزوجية، عقد المنديات لدراسة قضايا الأسرة، تنظيم المسابقات التوعوية، ونشر الدراسات والأبحاث العلمية. وشاركت الداعيتان أمة المجيب عبدالرحمن الشامي وفاطمة عبدالله فتح الدين في السلسلة. وأكدت الشامي في محاضرتها حول التعامل مع المراهق، أن المراهقة تتباين باختلاف الثقافات والظروف والعادات والأدوات الاجتماعية التي يقوم بها المراهق في مجتمعه. وأوضحت أن ما يميز مرحلة المراهقة نمو في الشخصية، النضج الجسمي، الجنسي، العقلي، الانفعالي، الاستقلال، التطبيع الاجتماعي، اكتساب المعايير السلوكية والاجتماعية، تحمل المسؤولية، تكوين علاقات اجتماعية جديدة، اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج، تحمل المسؤولية وتوجيه الذات، التعرف على القدرات والإمكانات، التمكن من التفكير واتخاذ القرار، والتخطيط للمستقبل. وأشارت إلى عدد من البحوث والدراسات التي توضح أشكالا وصورا متعددة للمراهقة تتباين بتباين الثقافات وتختلف باختلاف الظروف والعادات الاجتماعية والأدوات الاجتماعية التي يقوم عليها المراهقون في مجتمعاتهم، وأن التأثيرات المختلفة في سلوك المراهق تتمثل في الاضطراب، الانفعالية، تضاده مع المجتمع، الميل إلى الوحدة، نقص الإنجاز، لوم الآخرين، والتهرب. واعتبرت الشامي أن المراهقة مرحلة حرجة جدا في حياة الإنسان، ويجب على الآباء الانتباه لها والتعامل معها بحرص من خلال تجنب الخلافات غير المجدية. وعددت بعض المشكلات التي يقع فيها الشباب بدون وعي، أبرزها استعمال المواد المخدرة، الخلافات في الأسرة، الهروب من المنزل، الاكتئاب، الادمان على الإنترنت، أصدقاء السوء، المعاكسات، استنزاف المشاعر، ومشاهدة التلفزيون بدون رقابة. من جانبها، أكدت الداعية فاطمة فتح الدين في محاضرتها «كيف يفكر الأزواج» أن الحياة الزوجية هي حياة مشاركة وتقارب وتفاهم، فيجب على الزوجة ألا تتوقع أن تجد زوجا كامل الأوصاف. وأشارت إلى أن عقل الزوج مكون من صناديق محكمة الإغلاق للأهل والبيت والعمل والأولاد، فإذا أراد من أحد هذه الصناديق شيئا فتحه ويرى غيره، وركز عليه، وإذا انتهى منه أغلقه، وعقل المرأة عبارة عن شبكة تحتوي على نقاط شبكية متقاطعة ومتصلة، بمعنى أنها تريد عمل عدة أعمال في وقت واحد، ويمكنها أن تنتقل من حالة لأخرى بسرعة ودقة، وهي لا تتوقف عن العمل حتى أثناء النوم، لذلك تجد أن أحلامها أكثر تفصيلا من الرجل. وأوضحت أن الأزواج أنواع؛ الحنون، الذكي، العنيد، العصبي، البارد، المتردد، المراهق، المبذر، المسيطر، والمعارض. وشددت فتح الدين على وجود الألفة بين الزوجين؛ وهي القدرة على التكيف، وخلق حالة شعورية من التوافق، والانسجام النفسي والفكري والجسدي، بحيث يصبحان روحا واحدة في جسدين مختلفين، فالعلاقة بينهما علاقة تكامل لا تفاضل، مؤكدة على أهمية الحوار بين الزوجين.