يتنقل الشاعر علاء رداد الهذلي داخل المكتبة العامة في مكةالمكرمة كفراشة ربيع، مؤكدا أن الإعاقة التي يعاني منها لن تعيقه عن العمل والإبداع. ويشير ل «عكاظ» الهذلي إلى أن عمله كاتبا في المكتبة منذ عام 1425ه هو ما ساعده على صقل مهاراته وتطوير قدراته الأدبية من خلال الغوص في كتب أشهر شعراء النبط، وأفاد الهذلي أن الحبكة الفنية في شعر الشاعر الكبير عبدالله المسعودي تعجبه كثيرا، لافتا إلى أن كتاب المسعودي يعد الأقرب إلى نفسه من بين كتب الشعر. الهذلي قال إن القصائد تنفيس لإحساس مكبوت، وإن الإعاقة التي يعاني منها لا يمكن أن تعيقه عن رصد ما حوله في قوالب شعرية معبرة، حيث جعل من الشعر أسلوب حياة يستنشق منه القوة التي تعينه على العيش في المشهد الاجتماعي اليومي، وأبان أن هوايته التي أطلق لها العنان تؤكد أن بعض المعوقين الذين يركنون للراحة ليسوا مقياسا لذوي الاحتياجات الخاصة. ويشعل الهذلي في كل مناسبة فتيل بناء قصائده في الرجز والحداء ليفيض وجدانه شعرا تطرب له الآذان وتتغنى بمقاطعه ساحات الرجز والحداء. ويقول الهذلي: «تفتحت عيناي على حياة تظللها سحب الشعر، ولعل غناء روائع الموروث الشعبي قد أشعل في داخلي حب الشعر حيث بدأت بكتابة القصائد، وساعدني تشجيع شعراء قبيلتي على طرق أبواب شعر الحداء والرجز في مناسبات الأعراس وحفلات العيد». وأبدى الهذلي إعجابه بحداية الشاعر صالح بن رويجح، متمنيا أن تكون من نظمه وتقول الحداية: سلام رديه نلم بها عصى للي عصى من شأن وقره من لا حسب لدنا المعاني والقصى جاه القصى وأشتد فقره والله سبحانه حصى كل الحصى وأحرص على جمعه وشقره حرفين من بيتين كلا له مصير وفيه معنى خيل خيال العام نوه عام قلنا فيه خير وفيه خيره سالت به الأقدام والإقدام تمشي بالوفاء في كل ديره يا ناصب الأعلام والأعلام تنبع للمعلم من ضميره منته مرجعنا معك وأنت الذي محسوب معنى ويشير الهذلي إلى أنه غارق في ترديد وحفظ مقاطع شعرية لأبرز شعراء الرجز والحداية ومنهم الشعراء: هلال السعيدي، مصلح بن لاحق العقيلي، وسليم الحتيرشي لمنهجهم المميز في تقنية البدع والرد ونسج المعاني الجميلة. واستطر الهذلي «الشعر بصفة عامة حاله حال باقي العلوم الإنسانية، يتطور وتتسع أفقه، ويتعاطى حال البيئة والواقع الاجتماعي المعاش، وشعر الرجز والحداء لونان من ألوان شعرية كثيرة تخضع لكل ذلك». وزاد «لا شك أن الرجز والحداء يعيشان اليوم ذروة الوهج الجماهيري إلى درجة أنهما أصبحا من لوازم الحفلات عند أبناء قبائل الحجاز والطائف».