إن ما يشغل تفكير كل من لديه حس وطني حر وصادق وكل من لديهم أبناء وبنات يسعون إلى مستقبل واعد بكل أمل ورجاء ويحلمون في المشاركة في بناء وإعمار وطنهم، هو مستقبل هذه الفئة العزيزة والغالية علينا جميعا والتي نعدها للمستقبل. إن هذه الفئة الشبابية التي (تشكل أكثر من 60 % من عدد السكان في بلادنا) وتسعى من أجل التحصيل العلمي وتحلم بالمستقبل الواعد، تفكر بصوت عال وتسأل: ماذا سيكون عليه وضعها بعد تخرجها ونيلها الشهادات العلمية، وهل أمنا لها ما يستوعب طاقاتها ويحقق حلمها في المشاركة الوطنية والحياة الكريمة؟ كيف لجيل توفر له الدولة كل إمكانات التعليم بدون وجود آفاق في نهاية المسيرة التعليمية، ولا بوادر واضحة للتعامل مع نتائج تحصيلهم العلمي، ويشعرون بأنهم سيكونون مهمشين بعد تخرجهم وبعيدين عن الاهتمام الذي يستحقونه؟! لا أعتقد بأن من المنطق مطالبة الدولة توفير كل فرص العمل لكل الخريجين والخريجات سنويا (لمجرد التوظيف فقط) لأن كل قطاع يؤسس بحسب متطلبات التنمية وحجم العمل المطلوب منه، وأن أي زيادة في عدد العاملين فيه سيجعلنا أمام (البطالة المقنعة) وسيكون ضررها أكثر من نفعها، وستؤدي إلى تحجيم القدرات والفعاليات وإلى خسارة الطاقات الشابة، وتحويل المرافق إلى ما يشبه الرعاية الاجتماعية. إن بإمكان الدولة الاستفادة من طاقات وإمكانات شبابها وشاباتها بالاتجاه إلى وضع (استراتيجية صناعية وزراعية وتجارية ومهنية متكاملة) وتشجيع القطاعات الخاصة (بمختلف مستوياتها) لإيجاد المشاريع المتعددة وذات الأهداف التنموية (المتوسطة والكبيرة والأساسية) وبذلك يتم استيعاب معظم الخريجين والخريجات من أبناء الوطن. إن من الظلم والمعيب أن نجد في بلادنا (التي تمتلك الثروات الطائلة وتساعد دولا أخرى) أن نجد فيها شبابا شابات مؤهلين قابعين في بيوتهم أو يتسولون من مرفق لآخر بحثا عمن يقبلهم للعمل لديها، بينما نجد في الدول الأخرى مجاورة وغير مجاورة ( لا تملك أدنى ما نملكه من ثروات وإمكانات) وقد استوعبت معظم أبنائها وبناتها، ووفرت لهم فرص العمل والعيش الكريم. أما الذين يعملون بمرتبات متدنية، فإن أقل ما يجب عمله لهم ( في الوقت الراهن وحتى تتم صياغة الاستراتيجية المستقبلية للأجيال وتفعيلها وتوفير فرص العمل والمرتبات المناسبة) هو إعفاء كل من راتبه أقل من أربعة آلاف ريال من (رسوم الكهرباء والمياه والهاتف الثابت ورخصة القيادة واستمارة السيارة وتخفيض تذاكر السفر والعمولات البنكية) فذلك أقل ما يمكن أن يوفر لهم الحياة الكريمة والمريحة التي يستحقونها.. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة