وسع السودان من قمعه للمعارضة، وألقى القبض على عشرة صحافيين من صحيفة تابعة للحزب الشيوعي، قبل احتجاجات مزمعة مناهضة للحكومة كانت متوقعة أمس من جانب نشطاء يستلهمون الاحتجاجات الدائرة في مصر. واستعان السودان بشرطة مكافحة الشغب لتفرقة أكثر من عشر مظاهرات قام بها سودانيون شبان في أنحاء شمال البلاد. ويحتج المتظاهرون على ارتفاع الأسعار، وعلى الحكومة التي يقول متظاهرون إنها تقيد الحريات. وأحاطت قوات الأمن بالجامعات، ومنعت الطلبة من التدفق إلى الشوارع. وكانت الاحتجاجات صغيرة لكنها منتشرة. وأدت مئات الاعتقالات وعمليات الضرب إلى تفريق الحركة، وما زال نحو 50 نشطا محتجزا أو مفقودا. وألقت الخرطوم القبض على زعيم المعارضة حسن الترابي و12 من مسؤولي حزب المؤتمر الشعبي السوداني الذي يتزعمه قبل الاحتجاجات. ولم توجه إلى أي منهم اتهامات. وقال صديق يوسف، وهو مسؤول رفيع في الحزب الشيوعي، إن الأمن كان ينتظر خارج مقر الحزب بعد اجتماع لتحالف للمعارضة البارحة الأولى، وألقى القبض على عشرة صحافيين من صحيفة الميدان. وقال يوسف إن حسن قطان، وهو عضو في اللجنة المركزية بالحزب، اعتقل أيضا من منزله. ومضى يقول إنهم أفرجوا عن صحافيات فيما بعد، لكن طلب منهن العودة إلى مكاتب أمنية. ولم يتسن على الفور الاتصال بجهاز الأمن السوداني للتعليق. ويواجه السودان أزمة اقتصادية تتسم بارتفاع كبير في معدلات التضخم. كما أنه عرضة للمشكلات السياسية بعد أن اختار جنوب السودان بأغلبية ساحقة الانفصال في استفتاء أجري الشهر الماضي، وهو ما يعتبره الكثير من سكان الشمال مأساة. وأدانت منظمة هيومان رايتس ووتش استخدام الخرطوم القوة المفرطة في اسكات المحتجين. وأعلن النشطاء سقوط أول قتيل في صفوفهم، لكن الشرطة تنفي سقوط أي قتلى خلال الاحتجاجات. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا، في بيان أمس: «بدلا من قمع الحريات الأساسية بالعنف يجب أن تلتزم حكومة الخرطوم بالحقوق التي يكفلها دستورها، وتسمح بحرية التعبير السياسي وتجعل الصحافيين يغطون الأحداث بحرية».