حينما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم فكرة مهرجان «الكليجا» في بريدة كانت فكرته تدور حول أهمية تنمية فكرة العمل المهني والحرفي لدى الأسرة السعودية عبر بث المزيد من قدراتها في العطاء والتصنيع إضافة إلى فتح مزيد من الفرص لزيادة الدخل لبعض الأسر وخصوصاً المرأة وتلبية حاجاتها. استمعت في لقاء خاص مع سموه الكريم في مكتبه حفظه الله وكان يتحدث بحماس عجيب ووطنية صادقة عن إحياء مهرجانات ومناسبات تستطيع المنطقة احتواءها والقيام بها بكل حرفية ومهنية. هذا النجاح الذي حققه مهرجان الكليجا أثبت أن الأفكار باستطاعتها أن تكون منجزاً أو عملا يستفيد منه الوطن والمواطن. كم نحن بحاجة إلى مزيد من الأفكار الواقعية التي بالإمكان عبر جهود المخلصين والصادقين أن تتحول إلى حراك اجتماعي ودخل اقتصادي وتفاعل اجتماعي شهده المهرجان وأشاد به كثير من زواره. وإن كانت بريدة تعيش بهجة المهرجان الذي انطلق فكرة ثم تخطيطاً ثم تنظيماً حتى غدا حدثاً وواقعاً رمزياً لمنطقة القصيم جميعاً فإن الأمل ينعقد أن يتبع ذلك أفكار عديدة ليس في منطقة القصيم فحسب بل هناك مهرجانات عديدة. كنت أقرأ حديث تلك الفتاة العشرينية التي تحكي قصة نجاحها وتحقيقها لمكاسب مالية عالية نتيجة قيامها ببعض الأعمال اليدوية وبيعها في مهرجان «الكليجا»، وكذلك تلك المرأة التي كانت تنتج بلمساتها اليدوية أعمالا جميلة استطاعت تسويقها عبر المهرجان. لقد استطاعت الجمعية التعاونية «حرفة» أن تقدم إنجازاً حقيقياً في الاحتفاء بالمواهب والقدرات خصوصاً وهي جمعية تعيش ربيع عامها الأول وقد انضم إليها أكثر من 300 أسرة منتجة لمختلف المنتجات الشعبية والحرفية في منطقة القصيم. كنت قد تجولت في أروقة المهرجان العام الماضي وقد اعتلاني دهشة وإعجاب بهذا المنجز والزائر والمتسوق يشاهد السمن والودك والبيض والزنجبيل والتمور بأنواعها والقشد والحنيني والجريش والمصابيب والقرصاء والرقروقة في عرض شعبي جميل وجميع ذلك بأعمال وطنية محلية، حيث استطاعت المرأة بقدراتها المحدودة أن تقدم دليلا في قدرتها على سد لقمة عيشها والاكتفاء بعمل يدها المباح والحلال والاستفادة من سعف النخيل وأعواد الأثل وأصواف الأغنام والإبل وغيرها. إن من المهم إعادة الروح الصادقة للحرفة والمهنة التي حاول البعض وصمها بالعار ومن ثم القطيعة معها بحجة أعراف اجتماعية طارئة جعلت من عمل الآباء والأجداد رداء يتبرأ منه البعض. أن نشر الوعي لدى الأجيال من شباب وفتيات هو الذي سوف يساعد على سد الحاجة وقيام الأسر المنتجة والقضاء على روح البطالة القاتلة. لم يقتصر عمل المهرجان الناجح على احتواء الأسر بل تجاوز ذلك إلى إعداد وإقامة دورات في الأكلات الشعبية للفتيات والنساء. وهو ما دفع أيضاً رجل الأعمال المعروف الشيخ صالح كامل إلى إعلانه التبرع بمبلغ خمسة ملايين ريال لجمعية «حرفة» لقاء تميزها ونجاحها الفريد. شكراً للأمير فيصل بن مشعل الذي استطاع بلورة فكرته الناجحة إلى تجاوز مشهود لم ينقطع عنه بل دعمه أخيراً بجائزة سموه لأفضل منتج في المهرجان. [email protected] فاكس : 014645999 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة