شرع رئيس الوزراء الأردني المكلف معروف البخيت أمس حوارا يستمر يومين حول «النهج والسياسة العامة» لحكومته مع ممثلي مجلسي الأعيان والنواب والقيادات الحزبية بما فيها حزب جبهة العمل الإسلامي. وقال مصدر قريب من البخيت طالبا عدم كشف هويته أن رئيس الوزراء المكلف بدأ حوارا يستمر يومين حول النهج والسياسة العامة قبيل تشكيل حكومته. وأضاف أن البخيت «سيلتقي اليوم القيادات الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني" خاصة حزب جبهة العمل الإسلامي، وأبرز أحزاب المعارضة في البلاد وأحزاب يسارية وأخرى مستقلة. والتقى البخيت أمس رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري، رئيس مجلس النواب فيصل الفايز، ورؤساء اللجان والكتل في مجلسي النواب والأعيان للتحاور، حسب المصدر نفسه. وتابع أنه من المتوقع أن يلتقي قياديين إسلاميين اليوم، موضحا أنه يتوقع أن تعلن تشكيلة الحكومة الجديدة بحلول السبت المقبل أو الأحد إذا ما سارت مشاورات رئيس الوزراء بشكل جيد. وأكد البخيت عقب لقائه رئيس مجلس الأعيان أن «حكومته المنتظرة ستعمل على بلورة الإصلاحات ليلمس المواطنون نتائجها في أسرع وقت ممكن»، كما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا). كما أكد التزامه المطلق بما ورد في كتاب التكليف من توجيه للسير في إجراء إصلاحات حقيقية شاملة. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أقال الثلاثاء رئيس الوزراء سمير الرفاعي وكلف البخيت تشكيل حكومة جديدة، داعيا البخيت إلى إطلاق مسيرة إصلاح سياسي حقيقي في البلاد التي شهدت في الأسابيع الأخيرة العديد من المظاهرات. وانتقدت الحركة الإسلامية تعيين البخيت رئيسا للوزراء خلفا للرفاعي، معتبرة أنه «ليس رجل إصلاح». وكان البخيت، وهو عسكري سابق من مواليد 1947، ترأس الحكومة الأردنية من 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007. وكان البخيت أكد الثلاثاء أنه سيعطي الأولوية «لحوار شامل مع كل شرائح المجتمع» في إشارة إلى حوار يشمل الإسلاميين من أجل «الوصول إلى أحزاب قوية وقادرة». وأضاف رئيس الوزراء المكلف «سنلتزم بسرعة اتخاذ خطوات ملموسة في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي». ويفترض أن يؤدي تعيين البخيت الذي عمل سفيرا للمملكة في تركيا (2002) وإسرائيل (2005) ويحظى بشعبية كبيرة إلى تهدئة الشارع الأردني. وتقدر نسبة البطالة في الأردن، التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة وفقا للأرقام الرسمية، ب14.3 في المائة، بينما تقدرها مصادر مستقلة ب30 في المائة. وتصل نسبة الفقر إلى 25 في المائة، بينما تعد العاصمة عمان أكثر المدن العربية غلاء وفقا لدراسات مستقلة.